كيف تنتصر في التحدّي؟

[et_pb_section admin_label=”section” fullwidth=”off” specialty=”on”][et_pb_column type=”3_4″ specialty_columns=”3″][et_pb_row_inner admin_label=”row_inner”][et_pb_column_inner type=”4_4″ saved_specialty_column_type=”3_4″][et_pb_text admin_label=”النص”]

بقلم: أمين الزقرني
الأهم من اختيار الرئيس وإكمال الانتخابات هو أن نحلّ حالة الاحتقان الاجتماعي والسياسي المفتعلة من الطرفين المتنافسين. الأوّل هو حلّ وقتي والثاني هو حلّ دائم.

elections2

ليس في الوضع من خطر محدق، بل هناك تحدّ لنا جميعا. آن الأوان لكي نختار من نريد أن نكون وكيف نريد أن نكون. لكن قبل ذلك علينا أن نعرف أين نحن. الاعتراف بموقعنا سيسمح لنا بأن نذهب إلى حيثما نريد. هذه فرصة لكي نعترف بأخطائنا وبسلوكاتنا الطائشة والهدّامة عالمين أن هذه الأخطاء والسلوكات هي ليست ذواتنا الحقة بل هي تعبير عن شخصياتنا القابلة دائما للتغيير والتطوير.

المشكل هو أننا نقسّم بعضنا إلى فصائل متناحرة: هو المخطئ وأنا على صواب. هم الأغبياء ونحن الحاذقون. هم الفاشلون ونحن الناجحون. هم المترفون ونحن المهمّشون. هم المحظوظون ونحن المقموعون. هم الجاهلون ونحن العالمون.

هذا منطق أناني وخاطئ.

المسألة ليست شخصية وليس العبرة منها أن أخرج أنا المنتصر وأن تخرج أنت المنهزم.

المسألة هي جماعية إنسانية عامّة والعبرة منها أن ننتصر جميعا. جميعا.

أعد قراءة هذه الجملة الآن.

ما نفشل في فهمه هو أن السلفي، والنهضاوي، واليساري الراديكالي، والتجمّعي، والبجبوجي، والزوّالي، والثريّ الفاحش، وغيرهم، هم أبناء أعمامك وأخوالك حتى وإن تبرّأت منهم وتنكّرت لهم. علينا أن نعترف بأننا جميعا كتلة واحدة وبأن لكل واحد فينا الحق في أن يكون كما يشاء أن يكون حتى وإن كان مخطئا في نظرنا بدون أن نسخر منه أو نزدريه أو نحقّر من رأيه أو شأنه.

 

كل واحد فيهم هو إنسان أولا، قبل أن يحمل الانتماء لرقعة جغرافية ما، هو إنسان أولا قبل أن يحمل تجربة حياتية بعينها أو يقتنع بأفكار أو يصدّق بمقولات ويسلّم بمعلومات، هو إنسان أولا قبل أن يلبس قناعا إيديولوجيا يحتمي به أو يحميه، هو إنسان تماما مثلك قبل تعلّق على جبينك ملصق الانتماء إلى طرف واتباع شخص أو تنظيم أو ايديولوجيا أو دين.

 

أنت لن تستطيع تغيير الآخرين حتى يجعلوا العالم مكانا أفضل لك أنت. كل شخص لديه مستوى حالي للوعي لن يقدر على تجاوزه ولن تقدر أنت على تغييره له. هذه مسؤوليته الذاتية، وليست مسؤوليتك.

 

و مسؤوليتك الذاتية هي أن تمحور انتباهك حول ما تريده أنت، لا حول ما يريده الآخر. لا تسمح مطلقا للغضب والتشنّج بأن يسيطر على اهتمامك. هذا سيجلب فقط مزيدا من النتائج المتشجنّة والعنيفة. لاحظ معي: أكثرنا يركّز هذه الأيام على الارتباك والتشويش والاحتقان، والنتيجة هي مزيد من أحداث الارتباك والتشويش والاحتقان. لا تستهن بالأمر، ولا تستخفّ بدورك، فنحن من يخلق واقعنا.

 

انطلق إذن بالخروج من هذه الدوّامة ولا تساهم في مزيد من التأجيج. انطلق بالتخلّص من الذهنية السائدة الهدّامة وابدأ بالتفكير والتصوّر:

– كيف تريد أنت أن تكون بعد غد، بعد أسبوع، بعد شهر، بعد سنة، بعد 5 سنوات، بعد 10 سنوات؟

– كيف تريد أنت لتونس أن تكون بعد غد، بعد أسبوع، بعد شهر، بعد سنة، بعد 5 سنوات، بعد 10 سنوات؟

خذ 10 دقائق الآن وابدأ في ذلك حالا.

هذا ليس تفكيرا إيجابيا، هذا تفكير واقعي خلّاق.

 

من الغريب أننا نساهم بشكل مكثّف وفعّال في تصوّر ما لا نريده لأنفسنا ولبلدنا وننأى عن التأسيس والتصوّر لما نريده لأنفسنا ولبلدنا. كن متأكّدا بأن تركيزنا على ما لا نريده من أخطار ومخاوف هو ما يخلق هذه الأخطار والمخاوف في الواقع. تحمّل مسؤوليّتك، وابدأ في البناء لما تريده حقا.

[/et_pb_text][/et_pb_column_inner][/et_pb_row_inner][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_4″][et_pb_sidebar admin_label=”Sidebar” orientation=”right” background_layout=”light” area=”sidebar-1″ remove_border=”off”] [/et_pb_sidebar][/et_pb_column][/et_pb_section]

Please follow and like us:

اترك رد

Verified by MonsterInsights