ماض…يضيع

من المؤكد أن بلادنا تونس قد كانت شاهدة على مرور عدة حضارات وتركت لنا أطلالا نبكي من خلالها أجدادنا ونتذكر ماضينا الحافل.
هذه الآثار الباقية و للأسف الشديد  تعاني من الإهمال المتواصل و حتى من النهب و التهريب إلى الخارج..
فمنذ قرابة 6 سنوات ، تم ترميم ” الحنايا ” الرومانية من قبل منظمة اليونسكو في ظل تجاهل واضح من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث و الدولة التونسية عموما..

كذلك فقد شاءت الصدف منذ شهرين أن أتحول لمنطقة مكثر الغنية بالآثار و خصوصا الرومانية منها، و لاحظت أنها مهملة تماما بل و أصبحت مصبا للفضلات ومسكنا لجلسات الخمر ليلا..
منطقة مثل مكثر و هي منطقة فقيرة و مهمشة اقتصاديا، كان من الأجدر استغلال آثارها لدعم قطاع السياحة على غرار مدن أجنبية يتوافد عليها السياح بالآلاف للاطلاع على مخزونها الحضاري..
ليست مدينة مكثر وحدها التي تلاقي آثارها هذا التجاهل بل إنه طال مناطق أخرى بأشكال أخرى مثل النهب والتهريب لبيعها في المزادات وسوق المافيا..
وقد فتحت النيابة العمومية مؤخرا ملفا جنائيا يتعلق بجريمة قتل تورط فيها شخص عرف بعلاقته الطيبة مع “الطرابلسية ” و كون ثروة طائلة من خلال ” التنقيب ” على الآثار و بيعها..
نرجو أن تعتني الوزارة المختصة بهذه المسألة للحفاظ على إرثنا الحضاري و استغلاله في دعم قطاع السياحة والتعريف بمخزوننا الثقافي..

Please follow and like us: