في انتظار العرض القادم للسيرك…

[et_pb_section admin_label=”section” fullwidth=”off” specialty=”on”][et_pb_column type=”3_4″ specialty_columns=”3″][et_pb_row_inner admin_label=”row_inner”][et_pb_column_inner type=”4_4″ saved_specialty_column_type=”3_4″][et_pb_text admin_label=”النص”]

بقلم: أنيس عكروتي

thawracarليس سيرك موسكو ولا سيرك روما..هو سيرك تونسي 100 % برعاية بهلونات ” السياسة ” ومهرّجي المنابر الاعلامية تحت يافطات كبرى تحمل شعارات فضفاضة تبشّر بالديمقراطية والحريّات والتشغيل والتنمية والسيادة الوطنية…
المسارح ودور الثقافة والملاعب والقاعات وصالات الأفراح ستفسح المجال للزعماء الافاضل لإتحافنا بالخطب والشعارات التي ظلت وستظل حبرا على ورق. فالهوّة سحيقة بين الفعل والقول.

لا تكاد تخلو مطويات الأحزاب التي تلخصّ ” برامجها ” من عبارات الديمقراطية وحقوق الانسان والهوية العربية الاسلامية والتشغيل والتصدي لغلاء الاسعار…وتحقيق السعادة والرفاه لعموم الشعب الكريم.

ذكرّني الحال بكلمة للمنصف المرزوقي ساكن القصر في نيويورك في مقر الامم المتحدة..حين قال أن الشعب التونسي ثار من أجل الديمقراطية في ضرب مباشر للنزعة الاجتماعية الاقتصادية للتحركات التي انطلقت يوم 17 ديسمبر. المطالب السياسية والسياسوية في اطار الصراع الحزب على السلطة وفرض تداولها بين مختلف الخصوملا تعني شريحة هامة من الشعب التونسي خصوصا المهمّش والمفقّر منه.

فالملاحظ للمشهد السياسي الحالي المنفجر بعدد الأحزاب التي تحول عدد منها إلى مؤسسات وشركات كبرى تدار من خلال رجال الاعمال وأخرى إلى ذيول وامتدادات لأحزاب أكبر منها طمعا في الانتفاع.

ألم يكن المشهد السياسي السابق متميزا بوجود أحزاب كرتونية للعب أدوار ثانوية من إخراج النظام الحاكم ؟؟ لكن هل تغيّر هذا المشهد ؟؟ التغيير الحاصل هو في ارتفاع عدد الكومبارس لتأثيث عمل أضخم بفعل المال السياسي المحلي وحتى القادم من وراء البحار والمحيطات.

قريبا ستطلّ علينا حملات إشهارية ستغزو كل القنوات التلفزية والاذاعية والشوارع والفضاءات والمؤسسات لحث “المواطنين” على ممارسة حقهم الشرعي في الانتخاب لتكريس سيادة الشعب…سيادة جميعنا نعرف أنها لن تتحقق في ظل أنظمة غير وطنية مرتهنة للدوائر العالمية الفاعلة.
هل ستكون الانتخابات القادمة فعلا عنوانا للاستقرار كما يُروّج الآن ؟ أم أن الوضع الاجتماعي المحتقن سيعلن الانفجار وإعادة توزيع الاوراق ؟؟
هناك شعور عام لا يثق تماما في الوعود الانتخابية ويتجه ربما نحو مقاطعة عدد هام من التونسيين للانتخابات التشريعية وحتى الرئاسية التي لن تعرف مفاجآت كبيرة في ظل الاستقطاب الثنائي بين النهضة ونداء تونس.

[/et_pb_text][/et_pb_column_inner][/et_pb_row_inner][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_4″][et_pb_sidebar admin_label=”Sidebar” orientation=”right” background_layout=”light” area=”sidebar-1″ remove_border=”off”] [/et_pb_sidebar][/et_pb_column][/et_pb_section]

Please follow and like us:

اترك رد

Verified by MonsterInsights