بين الثورة والثور
|[et_pb_section admin_label=”section” fullwidth=”off” specialty=”on”][et_pb_column type=”3_4″ specialty_columns=”3″][et_pb_row_inner admin_label=”row_inner”][et_pb_column_inner type=”4_4″ saved_specialty_column_type=”3_4″][et_pb_text admin_label=”النص”]
الثورة حمراء مخضّبة بدماء الشهداء..كدماء الثور..اليوم عرسك يا شهيد واليوم عرسك يا ثور..يتدفق الدم وسط وابل من الزغاريد..ورائحة البخور تملأ الساحات..
للثورة عيد..يحتفل فيه البعض و يختار آخرون الاحتجاج .. فيما يعتبره العديدون يوما عاديا لا يستحق درجة خاصة من الاهتمام..
كما للثور عيد لكنه يحظى باهتمام كبير من سكان المدينة..المكان هو جزيرة «توبينامبارانا» بالبرازيل .. ولا تتوجه هذه الأعداد الغفيرة من الجمهور إلى الملعب لمشاهدة مباراة كرة قدم بين فريقين، بل للمشاركة في الاحتفالات التي تتم في بارينتينز منذ 100 عام، والتي تعرف باسم عيد الثور (بوي بومبا). وقد نقل المهاجرون هذه الاحتفالات معهم بعد انتقالهم إلى منطقة الأمازون، بسبب الجفاف الكبير الذي ضرب شمال شرق البرازيل.
وتحكي الأسطورة أن كاترينا، زوجة أحد عمال المزرعة، كانت حاملاً، واشتهت تناول لسان ثور، فما كان من زوجها فرانسيسكو إلا أن قام بذبح ثور صاحب المزرعة، الذي علم بهذا الأمر. وكي يفلت عامل المزرعة من العقاب طلب من أحد الكهنة إعادة إحياء الثور مرة أخرى، وعندما تحقق ذلك احتفلت المدينة بأكملها بعيد الثور..
بإسم الثورة تعقد الزيجات التي تسمّى بالتوفقات تحت مظلّة المصلحة الوطنية..حتى ان لم يكن للشعب اي مصلحة منها..فلا يهمّ..
بإسم الحبّ في الميثولوجيا الإغريقية ، تمارس باسيفاي (ابنة هيليوس إله الشمس وزوجة مينوس ملك كريت ) الخطيئة مع ثور ابيض وتنجب منه مسخا نصفه ثور ونصفه إنسان ( مينوتور)..
هذا النتاج التوافقي الهجين حصد ارواح شباب المدينة حتى ظهر المخلّص ” ثيسيوس ” و قضى عليه..و دقّ بذلك آخر مسمار في نعش الاستبداد..
تموت الثورة..و لا يوجد من يحييها..لا يوجد حتى من يثأر من مغتصبيها..
يموت الثور المقدس المرسل من آنو إله السماء أب الإلهة عشتار ( في ملحمة جلجامش ) .. يجهز عليه جلجامش و صديقه انكيدو.. صاحت الآلهة في غضب ” جلجامش يجب ان يُعاقب على قتله ثورا مقدّسا ” …جلجامش كان يحمل دم الآلهة في عروقه و هذا ما شفع له .. ولكن صديقه انكيدو بما أنّه بشر…مخلوق دنيوي فقد تقّرر اعدامه عقابا له..
بعيدا عن الأساطير، يبقى الشعب في انتظار منقذ لما تبقى من الثورة..انسان ، ثور ..لا يهم..وربما يكون خليطا من هذا وذاك في استنساخ للإله ” ثور”.. محارب عظيم ، رجل في منتصف العمر ذو لحية حمراء.. يحقد على العمالقة لكنه عطوف اتجاه البشر..
[/et_pb_text][/et_pb_column_inner][/et_pb_row_inner][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_4″][et_pb_sidebar admin_label=”Sidebar” orientation=”right” background_layout=”light” area=”sidebar-1″ remove_border=”off”] [/et_pb_sidebar][/et_pb_column][/et_pb_section]