أضغاث…أحلام

revtn17 ديسمبر 2010، استفاق التونسيون أو بالأحرى ” الفايسبوكيون ” منهم على احتجاجات في مدينة سيدي بوزيد..
احترق محمد البوعزيزي بوقود القهر..نفس الوقود تم استخدامه لإشعال شرارة لشيء سمّوه انتفاضة بوزيدية فشعبية ثم ثورة الياسمين..و انتهى المسار إلى ثورة 14 جانفي..هذا التدرج في التسمية هو في حد ذاته قتل لكل نفس ثوري..
14 جانفي 2011 تحت وقع عبارات “ديڨاج” بلغنا ان رأس الحية قد تم قطعه أو بالأحرى تسفيره الى المملكة العربية السعودية ليدفن هناك..و تنطلق حقبة جديدة تخيلنا انها ستكون تحت شعار ” شغل، حرية، كرامة وطنية” ..لكن هذا الشعار سرعان ما دُفن ليس في السعودية بل هنا..في تونس ” الثورة ” .. واستبدلناه بشعارات من قبيل ” تونس تونس اسلامية ” ” تونس تونس علمانية ” و بدأت تطفو على السطح شعارات إيديولوجية مستمدة من صراعات سبعانياتية وثمانياتية..
حتى لا أطيل عليكم و نسقط في التكرار الممل لخيبات هذه المرحلة التي لن نذكرها بخير..نحن اليوم في انتظار رئيس حكومة جديد معيّن من طرف ” بول بريمر تونس ” الحاكم الشرعي للجمهورية التونسية قيل أنه سيحقق طموحات التونسيين..ليس في الشغل و الحرية و الكرامة الوطنية بل في الديمقراطية و التداول السلمي عن السلطة و غيرها من العبارات التي لن يفهمها و لن يعيها عديد التونسيين.. فيهم من يعتقد أن بورقيبة لا يزال يحكم الى الآن..هؤلاء لا حاجة لهم لمعرفة الوقت و التواريخ..اليوم كغد كبعد غد كبعد سنين..لم يتغير شيء..
ملّوا من انتظار تنفيذ المخطط 85231 للتنمية و من وعود وال استقبلوه بالورود و قابلهم بالجحود..
أظن أن واشطن بوست قد كانت محقة في اسنادنا جائزة الشعب الكئيب..فالكآبة أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية..
و هذا كله من بركات الحكم الرشيد..
تصبحون على وطن سعيد..ليس تفاؤلا بل محبة لهذا البلد..الذي سمّي بمقبرة الصالحين..والصالحون لا يزالون يقدمون أرواحهم..

Please follow and like us:

اترك رد

Verified by MonsterInsights