كسفت الشمس فوليت زعيما
|اليوم 3 نوفمبر 2013 شهدت تونس كسوفا جزئياً للشمس من الساعة الأولى وخمس وعشرين دقيقة إلى الساعة الثالثة وأربع دقائق بعد الظهر(القمر لم يغط إلا 8% من قرص الشمس في العاصمة ليصل إلى 20% في الجنوب). هذه الظاهرة كانت لها تجليات في السنة النبوية حيث كان الناس في عصر النبوة يعتقدون أن كسوف الشمس والقمر إنما هو مشاركة من الطبيعة لموت عظيم من عظماء أهل الأرض. وكان من غرائب المصادفات أن كسوف الشمس الذي حدث في عهد النبي (صلعم) كان يوم وفاة إبراهيم ابنه من مارية القبطية، وقال الناس يومئذ: إن الشمس قد انكسفت لموته أي حزنا عليه، وإكراما للرسول (صلعم) ولكن النبي لم يسكت على هذا القول، فقال رسول الله : “إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموها فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي”.تنزّه النبي عليه الصلاة والسلام عن استغلال “الرأي العام” السائد فلم يؤكّد، حتّى عن طريق الصمت، وجود معجزة هي غير موجودة فعلا وصدع بالحقيقة وعلّم الناس مالم يعلموا ولم يستغلّ جهلهم. … نأمل أن يكون رئيس الحكومة الذي سيتم اختياره في الساعات القادمة في شيء من أمانة أشرف الخلق وأن لا يدّعي يوما وجود إشارات ربّانية لولايته السعيدة علينا، كأن يأتي مثلا في التلفاز ليصرّح “كسفت الشمس فوليت زعيما”، أو أن يغطي عين الشمس بالغربال كما غطى اليوم القمر بعضاً من الشمس.