تونس يوم 14 جانفي 2013
|مهما حاولوا، مهما سُيّست مفاهيم الثورة الشعبية فسحر وجمال وروعة وعظمة يوم 14 جانفي 2011 لن تتكرّر …كان يوما عفويا فيه وقف الشعب التونسي فيه بكل شرائحه صفا واحدا ضد نظام مارس جل ّ أنواع القهر والاستبداد ….اليوم وبعد عامين من الثورة التونسية (ثورة الياسمين كما أسموها)، وأمام مظاهر احتفالية متفاوتة الأثر ومتفاوتة الشكل يتساءل جزء كبير من أفراد الشعب وجماعاته، هل نحتفل بأنّنا نسلك طريق تفقير أوطاننا حتّى العجز مع مع زيادة كبرى لمؤشر التضخم المالي وغلاء المعيشة وارتفاع عدد المعطلين عن العمل؟ هل نحتفي بأموال سرقت وإلى اليوم بعد عامين لم تسترجع لخزينة البلاد؟ ؟هل نحتفي بمن سرقوا الوطن اليوم واستنزفوه وينعمون بالحرية وحياة البذخ هنا وهناك؟ هل نحتفي بصورة وطن مشوه، بصراعات نحن في غنى عنها، وبتكالب على السياسة للمصلحة الخاصة؟ هل نحتفي بخطر الارهاب والأمن في الحدود ما بين تونس والجزائر من جهة و من جهة أخرى بخطر الحدود ما بين تونس وليبيا؟ هل ننسى تراكم الديون والاعتصامات والدستور الذي مازال جنينا لم يصل شهره الثالث حتى؟ وما صل في “الريبيع العربي” المزعوم حتّى نحتفل؟ هل نحتفل بنكسة شعوبنا العربية ،؟ هل نحتفل بدم يراق وبأوطان بأكملها تستيقظ يوميا على الدمار والجوع والموت؟ هل نحتفل بمحاولات أتباع أمريكا الصهاينة تأخيرنا آلاف السنوات إلى الوراء؟ هل نحتفل بمظاهر البطالة أكثر؟ هل نحتفل ببناء عقلية ضبابية وسوداوية الشكل على أنقاض أطلال هيكل عظمي لشعوب تحتاج إلى حق الحياة والكرامة والحرية أمام هتافات لغرق سفن بقبضة مارد ساحر…؟
الثورة مكسب، لا شكّ في ذلك، لكن يجب أن يفهم الكثيرون وخاصة أصحاب القرار أننا نحتاج وقفة حزم ووطنية حقيقية ولا نحتاج لجلباب قطري أو تركي لنكمل طريقنا، نحتاج إلى همم تونس الضاربة في التاريخ والتي لها آلاف السنين من الحضارة وتاريخ إسلامي عريق ولسنا ننتظر غزوا لتطهيرنا من الكفر، فليفهم من كانوا بعيدين عن الواقع التونسي واليوم في كرسي الحكومة والسلطة أننا شعب برجاله ونسائه قادر على مواصلة التحدي ولسنا أطفالا نبحث عمّن يوحهنا لنكبر…تونس كبيرة بأرضها وشعبها وطاقاتها وناسها الطيبة والواعية والمثقفة “اللي تحب تونس بالحق”… والحديث مازال متواصلا وثورتنا مازالت تتغلل في دمائنا …
في يوم 14 جانفي 2013 ، الذكرى الثانية للثورة، تحيا تونس حرّة، وأملنا أكبر وأكبر وأكبر بتونس الخضراء في أبهى حلّتها!
…دامت تونس رغم الداء والأعداء
الثورة مكسب، لا شكّ في ذلك، لكن يجب أن يفهم الكثيرون وخاصة أصحاب القرار أننا نحتاج وقفة حزم ووطنية حقيقية ولا نحتاج لجلباب قطري أو تركي لنكمل طريقنا، نحتاج إلى همم تونس الضاربة في التاريخ والتي لها آلاف السنين من الحضارة وتاريخ إسلامي عريق ولسنا ننتظر غزوا لتطهيرنا من الكفر، فليفهم من كانوا بعيدين عن الواقع التونسي واليوم في كرسي الحكومة والسلطة أننا شعب برجاله ونسائه قادر على مواصلة التحدي ولسنا أطفالا نبحث عمّن يوحهنا لنكبر…(أحلى ما في الموضوع ….تحيا تونس )