مرحبا بكم في صبراتستان
|[et_pb_section admin_label=”section” fullwidth=”off” specialty=”on”][et_pb_column type=”3_4″ specialty_columns=”3″][et_pb_row_inner admin_label=”row_inner”][et_pb_column_inner type=”4_4″ saved_specialty_column_type=”3_4″][et_pb_text admin_label=”النص”]
بقلم: أنيس عكروتي
لسنا على تخوم جبال قندهار الأفغانية أو في مكان ما من منطقة بلوشستان الباكستانية…نحن على مشارف مدينة صبراتة الليبية التي تبعد حوالي 95 كم فقط على معبر رأس جدير (على الحدود التونسية الليبية)، حيث تقام معسكرات التدريب والتجهيز لمعركة قادمة ربما تكون الأهم منذ الإطاحة بنظام العقيد الليبي معمر القذافي.
منذ أيّام أشارت مصادر عسكريّة مطلّعة إلى عمل تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا على تعزيز حضوره الباهت بالمنطقة الغربية حوالي العاصمة طرابلس، وذلك عبر التقدم نحو مدينة صبراتة واستغلال وجود عدة كتائب اسلامية متشددة في منطقة مصراتة ( للمراهنة على ورقة الانشقاق ومبايعة تنظيم الدولة ).
صبراتة مدينة ليبية تحتوي على مخزون هام من الغاز والنفط وفيها توجد أهم محطة للانتاج والتكرير وهي محطة مليتة وتبلغ مساحتها حوالي 355 هكتار تضم مرافق معالجة النفط والغاز وكذلك خزانات للنفط الخام والمنتجات السائلة الأخرى فضلاً عن مرافق التصدير وجميع المرافق اللازمة بما فى ذلك التربينات البخارية والغازية لتوليد الطاقة.
و هنا أريد الاشارة الى شيئين مهمين :
المسألة الاولى تتعلق بتغيير تنظيم الدولة الإسلامية للتكتيك العسكري العام والسبب الأول الذي دفعه إلى ذلك هو هزيمته المدوية في درنة التي تعد أبرز معاقله ( يطر عليها بصفة كلية لمدة تتجاوز السنتين).
هذا التراجع أجبر قيادات تنظيم الدولة في ليبيا على تعزيز السيطرة على مدينة سرت وضواحيها ( سرت مدينة ساحلية استراتيجية ومن المهم جدا تفادي هزيمة هناك ) ثم التفكير في الاتجاه غربا بعد أن كانت استراتيجية التوسع تشير إلى التوجه شرقا نحو مناطق الهلال النفطي ( راس لانوف اساسا ) وبنغازي في مرحلة لاحقة باعتبار التعزيزات الكبيرة للجيش الليبي هناك.
منذ اسابيع تتالت العمليات العسكرية لهذا التنظيم على مصراتة فبعد أن فجر انتحاري تونسي نفسه على مستوى بوابة المدينة ، قام مقاتلون ينتمون لذات التنظيم باختراق المطار العسكري بالمدينة وتفجير حوالي 13 طائرة.
مصراتة تحتوي على أكبر عدد من الكتائب الاسلامية المتشددة (منها كتيبة الفاروق التي انشقت عن ميليشيات فجر ليبيا وبايعت البغدادي) وهو الشيء الذي ساعد عناصر تنظيم الدولة الاسلامية على تنفيذ عمليات متكررة هناك. هذه الجماعات تلتقي إيديولوجيا في الاغلبية الساحقة للنقاط ومن غير المستبعد أن تسعى الى عقد صلح ولما لا تحالف مع تنظيم الدولة في ليبيا.
المسألة الثانية التي أود الإشارة إليها هي أن سيطرة هذه العناصر على صبراتة تعني بشكل حتمي قطع الإمدادات الطاقية عن ايطاليا مباشرة والدول الأوروبية ( التي تتعامل بوساطة ايطالية ) بصفة غير مباشرة. وهو ما سيجعل هذه الدول تفكر بصفة جدية في القيام بعمليات عسكرية جوية أساسا وربما تصحبها انزالات برية او تدريبات لميليشيات أخرى توكل إليها مهمة مقاومة عناصر تنظيم الدولة.
إضافة الى ذلك يعد هذا الأمر بمثابة تهديد جدي للأراضي التونسية باعتبار قرب المدينة من المناطق الحدودية ( 95 كم عن معبر راس جدير ) لذلك وجب الحذر ومتابعة التطورات بشكل دقيق.
تحدثنا عن صبراتستان ..ربما لن تضحى هذه التسمية غريبة نظرا لأن الأمير القادم لتنظيم الدولة الاسلامية في ” ولاية ” صبراتة يكنّى بالافغاني ( ترجحّ مصادر قريبة من التنظيم بأنه مقاتل سابق في افغانستان خلال حرب 2001 ).
و وفقا لتحاليل عسكرية، سيكون الهجوم المرتقب على صبراتة شبيها بما حدث في الموصل حيث سيتم اللجوء إلى الهجمات الانتحارية المكثفة والمرافقة بإطلاق نيران كثيف من المدفعيات الثقيلة وقذائف الار بي جي.
[/et_pb_text][/et_pb_column_inner][/et_pb_row_inner][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_4″][et_pb_sidebar admin_label=”Sidebar” orientation=”right” background_layout=”light” area=”sidebar-1″ remove_border=”off”] [/et_pb_sidebar][/et_pb_column][/et_pb_section]