داعش أو حصان طروادة…أمريكا وحلم الشرق الأوسط الكبير
|[et_pb_section admin_label=”section” fullwidth=”off” specialty=”on”][et_pb_column type=”3_4″ specialty_columns=”3″][et_pb_row_inner admin_label=”row_inner”][et_pb_column_inner type=”4_4″ saved_specialty_column_type=”3_4″][et_pb_text admin_label=”النص”]
بقلم: محمّد حمدي
طروادة مدينة يونانية ذكرتها الملاحم وللأساطير ووردت في الأشعار والسّير… مدينة كانت عصيّة على الغزاة .. خاضت حربا ضروسا ولم يتمكن الغزاة من النيل منها فلجأوا إلى الحيلة. صنعوا ذاك الحصان الضخم واهدوه لأهلها إكراما لصمودهم …لكن كان ذاك الحصان فخّاأاسقط المدينة الصامدة فانهارت في لحظات …
لا أحد يعرف بالضبط كيف نشأ هذا الكيان الهلامي المدعو ” داعش” فجأة خرج من القمقم كالمارد وانتشر من سوريا إلى العراق وصار بقدرة قادر دولة “الدولة الاسلامية” وصار يمتلك العدة والعتاد والإستراتيجية…
لكن المتامّل فيما قالته ” هيلاري كلنتون” في مذكّراتها يدرك تماما ما هي “داعش ” ومناهي ” النصرة ” وما هي اهدافهما.
ذكرت كلنتون أن داعش هي صنيعة امريكية وبالتالي فهي امتداد طبيعي لتنظيم القاعدة وللحركات الارهابية الإسلاموية التي أنشأتها أمريكا وبها غزت أفغانستان والعراق متخذة محاربة الارهاب ذريعة وحماية الأمريكان ومصالحهم تعلّة لذلك…هذا هو الظاهر، لكن في الحقيقة إن الاستراتيجية الأمريكية المتّبعة في العالم عموما وفي منطقة الشرق الاوسط خصوصا بنيت على النقاط التالية:
1) الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني وجعله الأقوى في المنطقة وذلك بخلق فتن وحروب في دول الجوار للحد من نموها وتقزيم قوّتها.
2) الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية بالحفاظ على موارد الطاقة وذلك بالحفاظ على سلطة الامراء والملوك الموالين لها والقضاء على كل من يمثل تهديدا لهذه المصالح الاستراتيجية (العراق مثلا).
هذه الاستراتيجية جعلت من دول المنطقة تدور ضرورة في فلك أمريكا وتمسي أدوات منفذة لمطامحها المتعددة .. فأمريكا تسعى أن تكون المهيمن الوحيد على كل الكون وموارده وهي في ذلك تتبع سياسة الترغيب والترهيب …
وما داعش إلا حلقة من حلقات الاستراتيجية الأمريكية التي تعتمد على صدام الحضارات والفوضى الخلاّقة لتحقيق مآربها.
داعش المرحلة الثانية لما بعد الفشل في سوريا
راهنت امريكا على شيئين إثنين لتحقيق حلم الشرق الاوسط الكبير بعد أن فشلت في ذلك منذ 2005 و2006 ثم 2008 إذ لاحت لها الفرصة في:
1) الحراك في الشارع العربي أو ما يسمى بالربيع العربي وتوظيفه.
2) وضع الإخوان في سدة الحكم في دول ما يسمى بالربيع العربي وتنفيذ مآربها دون عناء ..أي السلطة للإخوان مقابل إنهاء القضية الفلسطينية وحركة المقاومة .
قد يبدو للوهلة الاولى أن الامر نجح في تونس وليبيا واليمن ومصر لكن فشل تماما في سوريا وسقطت ورقة أو حجر الدومينو وسعت امريكا عبر كل المنظمات وبالقوانين وعبر الوكلاء لضرب سوريا والتدخل المباشر فيها لكنها فشلت فناورت بالكيمياوي وجنيف1 و2 فاصطدمت بصمود محور روسيا- الصين-إيران.
حينها لجأت إلى دعم الحركات الإرهابية بالمال والسلاح والخبرة على أمل إنهاء الصمود السوري وبالتالي:
1) تأمين الكيان الصهيوني
2) تفتيت المنطقة على أسس طائفية ومذهبية
3) حصر روسيا في الزاوية وغلق منفذها على المتوسط وجعلها دولة قارّية
4) خنق الاقتصاد الروسي بتزويد أروبا بالغاز الخليجي والمكتشف السوري
فشل هذا الرهان فلجأت إلى خلق أزمة في الحدود الروسية للضغط عليها من أجل ترك دعمها لسوريا.
كل هذا تداعى فظهرت تلك الداعش فجأة في شمال العراق وزحفت نحو الموصل وصارت دولة من الرّقة إلى الموصل .. لم يهتم الامريكان بالأمر بداية وناوروا بمجرد كلمات ثم سعوا لتغيير المالكي الداعم لإيران وسوريا ونجحوا في ذلك بالتآمر مع عربان الخليج (السعودية أساسا) ثم قرروا ضرب هذا الداعش جوّا في العراق دون ضربه في سوريا ودون مشاركة إيران وروسيا وسوريا المعنية اصلا بهذا الإرهاب.
التحالف القائم الآن هو في الاصل تحالف ما يسمّى ” اصدقاء سوريا سابقا” … الهدف المعلن منه محاربة داعش والإرهاب ونسي هؤلاء أن النصرة أيضا إرهاب لكن النصرة الآن لا تهدد المصالح الامريكية في كردستان الثمرة الأولى للتقسيم …
الفرصة الآن ملائمة لأمريكا لضرب سوريا ولضرب أهداف داخل العمق السوري بحجة محاربة الارهاب كما أنها ستسعى لخلق منطقة حظر في الرّقة ودير الزور تسيطر عليها جوّيا واحتمال ان تسيطر عليها فصائل ارهابية موالية لمريكا ومعادية للدولة السورية وبذلك يكون الكيان الثاني بعد كردستان قد نشأ مع العلم أن “جون كيري ” طالب بتسليح العشائر في العراق في المناطق التي نسيطر عليها داعش … هي فوضى السلاح كما في ليبيا للتقسيم والتناحر والتفتيت …
مبدئيا نجحت امريكا في مأربها وغيّرت تكتيكها وهو نجاح مرحلي في انتظار ردة فعل الدب الروسي الذي رفض تجاهله واستنفر قواته …
الروس يدركون تماما ما ترمي إليه امريكا ويدركون أن ضياع سوريا يعني خسارة عمق إستراتيجي لا يمكن تعويضه ويدركون أن داعش هذه ماهي إلاّ حصان طروادة لمزيد الهيمنة الامريكية على المنطقة.
ستتجلى الامور أكثر وينقشع غبار المعركة قريبا وتتضح رؤية الأمريكان وتنكشف أهدافهم ومراميهم من وراء داعش هذه رغم أني أجزم أنها واضحة وأن وراء الأكمة ما وراءها وأن المشروع جارٍ تنفيذه … التقسيم- التفتيت- التغيير الجيوسياسي- مزيد من خلق التفوق للكيان الصهيوني… ولكن للسوريين وحزب الله وحلفائهما رأي آخر ….العالم مقبل على مرحلة حرب قاسية وضروس ……
[/et_pb_text][/et_pb_column_inner][/et_pb_row_inner][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_4″][et_pb_sidebar admin_label=”Sidebar” orientation=”right” background_layout=”light” area=”sidebar-1″ remove_border=”off”] [/et_pb_sidebar][/et_pb_column][/et_pb_section]
(y)