سياسة
|في الحقيقة كنت عازل روحي على المشهد السياسي التونسي لمدة قاربت التسع أشهر توا. والسبب في ذلك هو أني مؤمن بأن التغيير يكون من الداخل إلى الخارج. وأن التغيير من الخارج إلى الداخل لم ينجح و لن ينجح.
توا وقد تقدمت بعض الخطوات في التغيير الداخلي، حبّــيت نعمل طلّـة على الخارج وين وصل.
هيّا جماعة، شدّوا عندكم.
ثمّة يا سيدك عملية إسقاط متع الديمقراطية على شعب غير ديمقراطي. ياخي بش نكذبو على بعضنا؟ ماناش ديمقراطيين (وما قلتش ماناش متع ديمقراطية). نقطة و ارجع للسطر.
عندنا برشا غباء و تخلّف و جهل و أمراض وفقر وعرك وفساد ورشوة ومحسوبية وسرقة وعنف…والقايمة طويلة. بالنسبة للدستور اللي بش يتكتب، انجموا من توّا نبلّوه ونشربو ماه. لأنو بكل بساطة سلوكات الإنسان مهما كان-سياسي أو غيرو، ما يحكمهاش حبار على وراق مخبّية في مجلس النواب، وإنما تحكمها قناعاتو و أفكارو و مشاعرو.
باش نبداو؟ كانك من الانتهازييــن، على كل لون يا كريمة، وكانك مالكلوشارات-بصغيرهم و كبيرهم، حدّث و لا حرج، وزيد عليهم الأميين بأنواعهم، واللي عندهم عقد وأمراض نفسية وماهمش فايقين برواحهم، وشبعة ناس موش فاهمة شي، وما تحبّش تفهم، تاكل وتشرب وتتفرج في الماتش والّا المسلسل وفيه البركة.
يزّيشي؟ والّا نزيد؟
أيّا ماخذة في خاطر القانونيين المغرومين بالأطر القانونية برّا عملنا دستور.
أما بالشويّا، شوف شكون بش يكتبو: أعضاء الأحزاب اللي بش تلعب لعبة الديمقراطية و التداول على السلطة مبعد. معناها باسم شرعية صندوق الانتخابات تجي تولّي الخصم و الحكم. هات ناخذو علحكاية مثال مالكورة: تخيّل أنو بش نكتبو قانون لعبة كرة القدم في تونس. عوض أنو يتلمّوا خبراء قانون كرة القدم، لا. يجيوا ممثلين عن جمعيات كرة القدم، وكل واحد حسب عدد المحبّــين متاعو. وذراعك يا علّاف عاد. ماهي شرعية الصناديق، هكة والّا لا؟ نعملو انتخابات. مثلا نقولو الترجي عندو 18 مقعد قال شنوّا عندو 180 ألف محب (شرعية الصناديق)، والافريقي و النجم كل واحد ب 5 مقاعد قالك عندنا 50 ألف محب لكل منهما، (شرعية الصناديق زادا) و يجي 4 فرق بمقعد كل وحدة، أما باقي الفرق (تقريب 100 فريق آخر) ما تحصّلت على حتى كرسي بما أنو عدد المحبّين متاعها ما يسمحلهاش بش تدلي برايها في قانون اللعبة- اللي بالطبيعة من المعقول أنو يكتبوه خبراء القانون موش الفِــرق.
باهي.
أيا سيدك. باسم الشرعية و الأغلبية يجي الترجي يقلّك نحطّو فصل في القانون نتحصّل بيه على 20 بالمائة من عائدات كل مباراة. تسالوشي انت؟ ماهو متحصّل عالأغلبية. و الّا يجي الترجي يقلّك نعمل فصل في القانون عندي بيه الحق في اختيار الحكم في المباريات متاعي. تسالو؟ هالفريق عندو الشرعية وعندو الأغلبية، وظاهرلي زادا عندو البطولة من قبل ما تتلعب.
باختصار، هالمجلس التأسيسي والرئاسات الثلاث و الحكومة وغيرها من التجاذبات السياسية لكلها تخلويض و لكلها ترجمة واقعية لحالة التخلويض متع الإنسان التونسي.
و لأنو اسمها ممارسة السلطة، موش خدمة الناس، وكيف تكون في السلطة معناها تنجّم تعمل اللي تحب. تي اسمها فيها: سلطة. وحتى كان وعدت الناس. عادي. تنجّم توعد و خلف. تنجّم توعد وتسرق. تنجّم توعد وتضرب وتعنّف. عادي في بلادي. مادام برشا ناس هوما بيديهم يعملوا هكا، ويتسلّطوا على بعضهم، معقول كيف يعملولهم هكّا. ماهو عندك شرعية عاد.
الحل هو أنو الناس تتبدّل، موش أنو الحكومة تتبدّل. مشى الاستعمار ومات بورقيبة وهرّبوا بن علي ومشى محمّد الغنوشي والسبسي وهاو توّا عندنا الجبالي وغدوا عندنا حكومات أخرى و أسامي أخرى. ثمّة قناعات وأفكار كانت سائدة من قبل الاستعمار وأدات إلى الاستعمار مازالت سائدة إلى اليوم. وبرّا لبسنا جبّة مزيّنة، هذا ما يغيّرش واقع الحال.
نعرف ناس معمّلين على السبسي، وناس معمّلين على حمة الهمامي والّا على غيرو، و برشا ناس معمّلين على راشد الغنوشي، وأكثر منهم هزّوا يديهم وقالّك ماعادش معمّلين على شي. مادام مازلنا معمّلين على أشخاص أخرى، والّا على حتى شي، ماعندنا وين نوصلو. يلزم كل واحد يعمّل على روحو. كي يسامح غيرو. كي يعطي من غيرما يستنّى بش ياخو. كي ينظّف حومتو. كي يصنع مستقبلو حتى بفكرة بسيطة. كي يصلّح روحو. كي يشجّع غيرو ويقبلو من غير ما يحكم عليه. .
أنا نشجّع كل تونسي بش يكتب دستور لحياتو ويتبّع روحو خير من أنو يتبّع الأخبار والّا الكورة والّا المسلسلات.