من الرئيس الجديد لجمهورية الحزن…
|صفقوا لي…فأنا الديكتاتور الجديد.. ألبس الأسود ثوبا .. ألا تعرفون أن الأسود هو موضة السلام الجديدة؟ ..وأحيانا ألبس الكفن وأجوب الشوارع..لتتذكروا أن الموت قريب .. أقرب إليكم من نفوسكم..
صفقوا لي..فمن هنا فصاعدا .. أنا وجهكم الجديد.. أنا طقسكم الأبدي.. أنا المرآة العاكسة لحياتكم جميعا..وأنا ثوبكم الأزلي فلن تنزعوني بعد اليوم…بل لن تتجرؤوا .. أو تعتدون على المعتقد يا كفرة؟؟؟..لا تحاولوا المقاومة..فأنا أسكنكم جميعا من رؤوسكم الى أخمص أقدامكم.. أسيطر على عقولكم وما تفرزه من ترهات.. أعيش بين خلاياكم وأجوب الطرقات معكم.. أرافقكم كالظل.. أقيد حركاتكم و سكناتهم .. أخطط مكانكم وأتكلم مكانكم و أتمرد على منظومتكم الحياتية كما أشاء.. أغلق أفواهكم إذا حاولتم التفوه بحماقات .. أنام على فراشكم ..معكم..و أراقب ما تفعلون في نومكم وقبله وبعده و أكبت الجسد الغارق في الوحدة وأقمع الرغبات و الشهوات وكل ما يتمرد على منطقنا.. أنا أكبر عقدة فيكم و العين المرهقة التي لم تنم منذ أن ولدت فيكم الرغبة الشيطانية القذرة وأصبحت محاسبتكم مشروعة من كل الأطراف..من المجتمع و الضمير..
أنا أكبر نقطة خوف فيكم..حاولتم الفرار مني مرارا فها أنتم تعودون صاغرين …صفقوا لي… أدين لكم بالكثير من الاستحسان والتصفيق.. ألم أجلب لكم الحرية أيها الاوغاد؟؟.. ألم أعرض نفسي للمهانة و المذلة وسيول الخراطيش من أجلكم يا خونة؟؟.. ألم أكن أحتل الصفوف الأولى أدافع عن كرامتكم و حقوقكم أيام كنتم ترقدون كالحوامل في بيوتكم يا شباب العار؟؟؟..
أنا الحرية المؤسسة .. أفلتّ من سلطة باعثي فما عاد له قدرة على التحكم في وجهتي أو ضبط مساري ..انطلقت من عمق الزجاجة لأسكركم جميعا وأغيب عقولكم الصغيرة البسيطة..هاته العقول البلهاء..بواسطتها وجدت طريقي إلى الفتك بالأمة..وعلى ظهوركم المنحنية كالبعير الجائعة أقفز في نشوة المنتصر..وأصيح..الجنة ..الجنة ..لا يزال هناك متسع من الأماكن..لكنه لم يبق من التذاكر إلا القليل ومن يريد اللحاق بالركب ليس عليه سوى اللجوء الى السوق السوداء للحصول على صك الغفران…
لا تجزعوا ولا تيأسوا.. أنا أعرف الفردوس السماوي جيدا.. أعرفه أكثر مما أعرف نفسي و أحفظ دروبه عن ظهر قلب..زرته مرارا حين كنتم نطفا في بطون أمهاتكم..لا يزال فيه متسع للجميع..لا تجزعوا ولا تيأسوا.. اتبعوني فقط.. أتركوا لي زمام الامور..
أرخوا عقولكم وأغمضوا أعينكم لأتمكن من وصفها لكم وصفا محكما..الجنة فى انتظاركم فاتبعوني ولا تتفوهوا بنصف حرف.. أنا أكبركم سنا.. أنا أكثر حكمة منكم.. أنا العالم بمصلحتكم.. أنا مربيكم ومعلمكم وواعظكم الأوحد و الدغمائي الكبير والمتعصب الأول والأخير ووو ..
اتبعوني والدا بارا ولا تهمكم هذه الأرض وما فيها من خراب.. أتركوها لخرابها وماسيها ..جاهدوا في سبيل الله وأسرعوا الى الجنة لتحتلوا المقاعد الأولى وتكون رؤية الكفرة يصطلون بنار الاخرة أكثر وضوحا..ها أنا ذا أعلمكم منذ الان..من يحتل الصفوف الأولى فى الجنة هو من يرى بوضوح أشد عذاب الكفرة.. أتعرفون من هم الكفرة؟؟…الويل الويل لهم…هم أعدائي..وكل عدو لي هو عدو لكم…هذه هي القاعدة..لا تبذلوا مجهودا ولا تؤولوا ولا تحاولوا أن تفهموا.. إحفظوا عن ظهر قلب فحسب..ها أنا ذا أسهل عليكم الامور..الكفرة إذا هم المختلفون عنا..فنحن واحد..نحن الّذين نعمر أرض السماء ولا تهمنا أرض الدنيا وما فيها من قذارة… أعداؤنا هم المختلفون عنا…ولا تسألوني عن معنى الاختلاف…يكفي أنهم لا يشبهوننا في شيء..لا يشبهوننا في لباسنا..في أفكارنا..في حركاتنا…ولا يجتمعون مثلنا في السر…ولا يتكلمون مثلنا في السر ..ولا يحفظون القواعد عن ظهر قلب مثلنا…ولا يحملون السلاح ليجاهدوا في سبيل الله عز وجل…الجهاد في سبيل من؟؟…الله طبعا..
المختلفون هم الأوغاد الّذين يعبرون بأجسادهم وأصواتهم ويتعرون على الملأ و يناقشون كلام الله سبحانه وتعالى كأنهم يشكون في صدق ما قال ..هم أولئك اللذين يبتسمون في الشوارع ويضحكون..ويحبون الألوان و ينتظرون الربيع و يتركون أشعة الشمس تتمرد على أجسادهم ..يسيؤون إلى هويتنا ويدنسون أحلامنا الزكية..يمثلون الطبقة المريضة..ومرضهم معد وفتاك..فآلتزموا الحذر ولا تقربوهم ولا تحاذوهم..لا تقتربوا منهم ولا تصافحوا ايديهم بل أكثر من ذلك أرمقوهم بحقد وحدقوا في وجوههم بشزر ليعلموا انهم أعداء الله .. انتقموا لي منهم إذا تيسر لكم ذلك ولا تخشوا شيئا فانتم خلفاء الله على الأرض .. أنتم ملائكة الله على الأرض .. انتقموا منهم ولكم مني ما تريدون…وماذا تريدون؟؟… أنا الآمر والناهي..بيدي الحل والربط… أحلل وأحرم ما تشاؤون..ومن يتجرأ على معارضتي أو مناقشتي أو التطاول على مملكتي؟؟.. أو يتطاول أحد على المقدس؟؟؟… أنا أمثل المقدس…بل أنا نفسي مقدس .. ألا تكفي ملاءتي السوداء وكفني لإثبات ذلك؟؟؟…ماذا تريدون؟…نساء؟..لكم ذلك.. ألم يحلل لكم الله سبحانه أربع منهن…ضاجعن جميعا وفي وقت واحد لو أردتم… أنتم الاسياد وهن خادمتكن ومتعتكن الأزلية…فاستمتعوا بهن واتركوهن كالمماسح على عتبة المنازل فهن نساء…نساء… ألا تفهمون معنى امرأة؟؟…في الحقيقة ..لا معنى لها إطلاقا…بل هي الخزي والعار ورمز السقوط والرذيلة…صفقوا لي..صفقوا الان أكثر من أي وقت فقد حرمتم مني كثيرا وها أنا أعود.. أكثر قوة وأكثر فتكا أعود…جئت بجيشي و سياسة التلقين أحارب الجهل وأدعو الى الهداية ..فساعدوني على استقطاب أكبر عدد من الجهلة وتفادوا أصحاب المبادئ ومن يحملون ثقافات أجنبية ..هؤلاء ميؤوس منهم ويصعب التأثير عليهم وتغيير وجهتهم …عداوتهم مفترضة..ومجرد تكفيرهم كاف لاستبعادهم وتغريبهم ولفظهم كما يلفظ الحيوان الأجرب..نريد عقولا فارغة جاهزة لتستوعب أفكارنا ..جاهزة لعملية التعبئة الشاقة…نريد أشخاصا نبدأ معهم من الصفر..صفقوا لي واهتفوا ملء حناجركم…
ألا تعرفون من أنا؟؟… أنا الديمقراطية الجديدة .. أقبل التعايش بين كل أصناف البشر… لا فرق عندي بين الإرهابي والقاتل والمهدد بالقتل والمحرض على القتل والعقل المدبر وصاحب محل الاجتماعات ..جميعهم مرحب بهم… أنا الرئيس الجديد لجمهورية الحزن.. أنا الذي صرخت بوجه وزير داخليتهم وبثقة مطلقة قلت .. إ لزم حدودك.. فقانونك البائس الذي تفتخر به لا يعنينا…لا يهمنا..لا ينسحب علينا..لا يعني لا شيئا..هو لا يطالنا لأننا نمثل المقدس..ما قيمة القانون أمام المقدس؟؟…قانونكم الوضعي هذا ..طبقوه على الصعاليك المهمشين.. أما نحن فلا قانون لنا..نحن أعلى من قانونكم يا جهلة ..يا كفرة..ستصفقون الآن لي رغما عنكم…ومن لم يعجبه ما أقول ..فلينضم إلينا فيكون من المبجلين.. أو فليغادر البلاد فلا مكان له بيننا أو….فليشرب من البحر..