ماهية الجمال
|بقلم: شيماء سلطاني
ماذا تعرف أنت عن جمال النساء ؟ إمرأة تربت في الريش، تنتمي إلى طبقة إجتماعية راقية، على جانب عظيم من الجمال والرشاقة، آية من آيات الرقة واللطف، صحيح !! وماذا عن إمرأة إنبثقت من رحم الأرض؟ طبعت على وجهها المحتقن مسحة من التعب والعناء، من جبينها الذي يحمل لون التراب ويحكي صورة حياة بأسرها من الأحزان والفقد والحرمان تفوح برائحة الكدح، الصمود والموت. هل تساءلت يوما كيف لتلك اليد البيضاء الناعمة أن تتحول الى يد سمراء متشققة متورمة؟ كيف كانت رحلة شقاءها وبؤسها؟ ماذا تعرف أنت عن المخيمات، اللاجئين والفقراء؟ ماذا تعرف عن طلاء الأسى الذي يلوح من وجوههم؟ نسيت، فأنت يا سيدي لا تنظر سوى لتلك الخدود المتوردة والمطلية بالكريمات المرطبة، الملينة والمفتحة لبشرة أكثر نعومة ولإطلالة أكثر إشراقا كما يسوّق لها… أنا أريد أن أقول لك أن مثل التي تنعم بالرفاه وتحبو على خيوط الحرير، التي تنعم بالدفء وتتزين كل ساعة لا تستوي مع تلك التي تصطك أسنانها من شدة البرد، والتي احتشدت على جسدها علامات الثورة، رائحة الأرض والريف، إنّ مرور الأيام وحتى السنوات لا يزيدها إلا فتنة وجمالا فوق جمالها الطبيعي ستبقي مغروسة بها كالوشم لا تزول، كشواهد القبور قاسية ورطبة لكنها لا تذبل بإختصار إنها سيدة الأرض وسيدة الجمال…