أذربيجان و أرمينيا: لعبة المصالح
|[et_pb_section admin_label=”section” fullwidth=”off” specialty=”on”][et_pb_column type=”3_4″ specialty_columns=”3″][et_pb_row_inner admin_label=”row_inner”][et_pb_column_inner type=”4_4″ saved_specialty_column_type=”3_4″][et_pb_text admin_label=”النص”]
بقلم: راشد بن أحمد الحفناوي
أرمينيا واذربيجان دولتان جارتان. الأولى مسيحية ارثوذكسية وثانية إسلامية شيعية، بينهما صراع قديم جديد على مرتفعات “قرة باغ” والذي يعتبر جزء من أرمينيا التاريخية والذي تقطنه أغلبية ارمينية ارثوذكسية، وهذا موثق دوليا والعالم أجمع يعلم أن جوزيف ستالين هو سبب هذا النزاع عندما قام بفصل سكان )كاراباخ) عن وطنهم الأم أرمينيا وضمهم إلى أذربيجان قسرا. يتعدّى الأمر كل ذلك لنرى دول الجوار: تركيا وروسيا وإيران تحاول التدخل في الصراع حسبما تقتضيه مصالحها والعائد المعنوي منها. تركيا وعلى لسان رئيسها ورئيس حكومتها تقول إنها تقف مع حق أذربيجان في الدفاع عن نفسها أمام آلة الحرب الأرمينية ويقول أردوغان: إننا نقف مع أخواتنا ومستعدون لدعم أذربيجان بكل الوسائل. ما نفهمه من التصريحات التركية أنهم يساندون إخوانهم في الدين (الإسلام) والعرق (الاذريون من أصول تركية)، وهو لسان طائفي مقيت يرفض الوقوف على الحياد أو حل المشكلة بالوسائل الدبلوماسية، فالأتراك لهم تاريخ مع أرمينيا وأهمها المذابح التركية بحق الأرمن سنة (1915). ومن الملاحظ هنا أن تركيا تمارس النفاق السياسي فهي من جهة تساند شيعة أذربيجان ولكنّها تقف موقفا مضادا من شيعة العراق وسوريا.
إيران تدعي أنها تقف على الحياد في الصراع الدائر لكن في الحقيقة انها تقف مع أرمينيا ضد أذربيجان رغم علاقتها المتميزة معها وفوق ذلك المشترك المذهبي (كلاهما على المذهب الشيعي) لكن عندما يكون شيعة أذربيجان هم أحفاد شيعة شاه ايران فعندها تتغير المعطيات، فالمعلوم ان أذربيجان دولة مسلمة شيعية علمانية تربطها علاقات كبيرة واستراتيجية مع اسرائيل (العدو اللدود لإيران) ولا تخفي ذلك بل تتباهى به وتصف إسرائيل بالدولة الصديقة. فإيران تقف مع أرمينيا وتساندها سرا وفي العلن تدعي الحياد لظروف تحكمها المصالح التي تجمع بلدان المنطقة، فإيران ليست مستعدة لتدخل في مشاكل مع أذربيجان لعدة اعتبارات منها :
-الرابط المذهبي (شيعة)
-علاقات اقتصادية ودبلوماسية جيدة
أما أذربيجان، فلا يناسبها الدخول في صراع مع إيران وذلك لأن إيران هي المنفذ الحدودي الوحيد لإقليم (ناخيتشيفان) اﻷذري والذي يقع في قلب أرمينيا (تقسيم ستالين) هذا ما يجعل العلاقة طيبة (علاقة بالأساس مبنية على مصالح مشتركة) بين البلدين على الرغم من الخلافات الحاصلة بينهما.
روسيا تعلن صراحة أنها تقف وبكل ثقلها مع أرمينيا في مواجهة الخطر الأذربيجاني حسب قولها فهي لا تخفي تأييدها المطلق للأرمن لعدة اعتبارات أهمها :
-الانتماء لنفس الكنيسة (ارثوذكسية)
-معاهدة الدفاع المشترك
-وجود قواعد عسكرية روسية
وما يفسّر أيضا هذا الاندفاع الروسي الكبير للدفاع عن أرمينيا التدخل التركي والذي سبق الجميع عندما قال: إننا نساند أخواتنا الاذريين. فروسيا دخلت في صراع دبلوماسي مع تركيا منذ فترة بسبب موقف الأخيرة من الصراع السوري ودعمها للجماعات الإرهابية وما تلاه بعد ذلك من التدخل الروسي العسكري في الحرب السورية والذي غيّر العديد من المعطيات وموازين القوة لصالح الحكومة السورية والرئيس الأسد مما دعا تركيا للتحرك للدفاع عن مصالحها في سوريا ومهاجمة روسيا سياسيا ثمّ عسكريا إثر إسقاط المقاتلة الروسية من قبل المضادات الأرضية التركية مما زاد في تأزيم العلاقة بينهما ؟
وحتى لا أطيل وبعد أن طرحت هذه النقاط حول الصراع القائم في”قرة باغ” والذي له أبعاد إقليمية ودولية واسعة، يجدر التذكير أنّ الدول الغربية عبّرت عن دعمها لأذربيجان بوجه أرمينيا وليس ذلك من باب الصدفة، إذ يدخل ذلك في باب صراعها مع روسيا. إنها لعبة المصالح فكل هؤلاء تفصل بينهم الحدود والرؤى السياسية وتجمعهم المصالح التي يحارب كل واحد منهم من أجل إثبات وجوده وقوته على حساب شعوب عانت وتعاني من أثار الحروب لم يكن فيها رابح إلا أرواح تزهق وعمران يدمّر .
[/et_pb_text][/et_pb_column_inner][/et_pb_row_inner][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_4″][et_pb_sidebar admin_label=”Sidebar” orientation=”right” background_layout=”light” area=”sidebar-1″ remove_border=”off”] [/et_pb_sidebar][/et_pb_column][/et_pb_section]