القوة الإيجابية للحب (1)
|[et_pb_section admin_label=”section” fullwidth=”off” specialty=”on”][et_pb_column type=”3_4″ specialty_columns=”3″][et_pb_row_inner admin_label=”row_inner”][et_pb_column_inner type=”4_4″ saved_specialty_column_type=”3_4″][et_pb_text admin_label=”النص” background_layout=”light” text_orientation=”right” use_border_color=”off” border_color=”#ffffff” border_style=”solid”]
بقلم: أمين الزقرني
الحب ألهم الكتب والأغاني والأعمال والفنون، الانجازات الكبيرة بل وأثّر حتى في مجرى التاريخ. إنه الرابط الذي يجمع الجنس البشري.
هناك تعاريف كثيرة للحب، ولكن كل واحد فيها هو غير كاف. يمكن العثور على الحب في القاموس في مكان ما بين “الإعجاب” و “الشهوة”. وربما هذا هو المكان الذي ينتمي إليه!
لفهم ما هو الحب، علينا أن نفهم ما ليس بالحب.
الحب هو ليس بالكراهية، ولا هو بالعنف، ولا بالطموح ولا هو بالمنافسة. وهو ليس الافتتان. إذ يركّز الافتتان على الصفات الخارجية فقط. وهو مجرد شكل من أشكال الغزو، الذي يسدّ مؤقتا الحاجة الشخصية لتليها دائما خيبة الأمل.
على سبيل المثال، امرأة تتزوج رجلا لأنه وسيم، ثم تشتكي بأن كل ما يفكر فيه هو مظهره. أو تتزوجه لأنه ذكي، ثم تشعر بأنها غبية وتتهمه بمعرفة كل شيء. أو تتزوجه لأنه ثابت ورصين، ثم تجده مملا ومضجرا. أو تتزوجه لماله، ثم تستاء من أن كل ما يفكر فيه هو عمله. أو تتزوجه لأنه مثير، ثم تعترض عندما يكون جذابا بالنسبة إلى النساء الأخريات. ومثله كثير! هذه الأمثلة هي ليست حبا، بل هي مجرد حالات افتتان. يمكن استخدام الأمثلة نفسها للرجل أيضا.
الحب هو ليس الجنس. يمكن القيام بالجنس من دون حب، والحب من دون جنس.
ولكن عندما يتم الجمع بين الجنس والحب، فإن النتيجة تكون تجربة روحية جميلة لا تضاهيها أي حالة أخرى.
إذن، ما هو الحب؟ الحب هو قوة الكون الجاذبة والموحّدة والمؤلِّفة.
الحب هو الرغبة في دعم شخص في أن يكون كل ما يمكن أن يكون. انها تساعد الشخص الآخر أن ينمو عاطفيا وعقليا وروحيا.
الأهم من ذلك كله، الحب هو السماح للشخص الآخر بالحرية الكاملة في أن يكون نفسه والقبول بذلك الشخص دون محاولة تغييره.
المشكلة مع العديد من العلاقات هو أن الحب يكون من طرف واحد. من أجل أن تكون العلاقة متوازنة، يجب أن تعطي، ولكن أيضا أن تتوقع الحصول على شيء ما في المقابل. يجب تلبية الاحتياجات الخاصة بك مثلما هو الشأن بالنسبة لشريكك. الإجبار على العطاء دون توقع أن تحصل على شيء، أو الأخذ دون توقع أن تعطي، لا يدعم الحب الحقيقي.
أن تحب يعني أن تحب. نقطة! هذا لا يحتمل شروطا مثل “أنا سوف أحبك إذا …” أو “سوف أحبك طالما …” أو “سوف أحبك عندما …”
الحب الذي يحمل في طياته شروطا ليس أكثر من ابتزاز عاطفي.
عادة ما يتم تحديد قدرة الطفل على الحب في الوقت الذي يبلغ فيه ما يقرب السنتين من العمر. هذا هو السبب في أنه من المهم بناء الاحترام الذاتي للطفل خلال هذه الفترة. الطفل يجب أن يتعلم أنه مقبول على ما هو عليه، وأن منحه الحب (أو حجب الحب عنه) لا يعتمد على أفعاله.
في كثير من الأحيان، لا تتعلم الفتيات الصغيرات أنه يمكن أن يكنّ محبوبات على ما هن عليه.
عادة ما تشعر الفتاة بفعل التربية بأنها في حاجة الى رجل لجعلها تشعر بأنها محبوبة وذات قيمة. هي غالبا ما تتزوج الرجل الأول الذي يأتي مباشرة ليقول لها ما تريد سماعه -أنها محبوبة. مستشعرا دونيّتها، فإن الرجل غالبا ما يلعب على شعورها بالنقص ويحاول السيطرة عليها. وبما أنها حقا لا تحب نفسها، فإنها ستسعى بقلق شديد الى الموافقة والاستحسان والحب الذي لم تحصل عليه عندما كانت طفلة. معظم الظن أنها في نهاية المطاف سوف تنتهي إما في محكمة الطلاق أو مع زوج مدمن، مؤذ عقليا أو جسديا أو عاطفيا، أو ربما ما هو أسوأ.
لو تم زرع الثقة بالنفس، قبول الذات وقبول الآخر في وقت مبكّر من الحياة، لكان من الممكن تجنب كل ذلك.
من المهم في العلاقة الحفاظ على الحب. من أجل القيام بذلك، فإنه من الضروري أن ندرك أنه ليس هناك من زوجين أو ثنائي أو أي شيء آخر. وعلى الرغم من وفرة الصور الشعرية، فإنه من المستحيل حرفيا دمج اثنين من البشر في واحد. كلاهما ببساطة فردان منفصلان وجدا قدرا كبيرا لمشاركته معا. جئتَ إلى العالم وحدك، وسوف تغادر هذا العالم وحدك.
من الحماقة أن نعد بحب شخص آخر إلى الأبد. في حين أنه من الجميل سماع شخص ما يعلن أنه سوف يحبنا إلى الأبد – فإنه يبقى وعدا فارغا. فكروا للحظة واحدة. لا يمكنك الاعتماد على حبيبك بأن يحبك إلى الأبد، بغض النظر عن ما يقوله، لأن المحبة هي تجربة آنيّة -لحظة تلو اللحظة. حب الأمس قد أُنفق، حب الغد ليس هنا بعد، وحب اليوم يجب أن يُكسب.
والحقيقة هي أن الحب سوف يستمر فقط طالما أن كل شخص يفي حاجة شريكه، ويُسهم في العلاقة. والحب يجب أن يستمر إذا كانت العلاقة سيحملها الاثنان معا. العقد القانوني لن يمكنه فعل ذلك!
من أجل الحفاظ على الحب، يجب أن لا يحاول الشريك تغيير الآخر. يحدث هذا في أحيان كثيرة جدا ويشكّل عاملا رئيسيا يساهم في التفكك والطلاق.
الحب، والرومانسية والإثارة كلها ممكنة عند السماح للشريك بالتعبير عن فرديته الخاصة. عندما لا يتم خنق العلاقة بالمطالب والتوقعات غير معقولة، فإنها سوف تنمو أقرب. كلما كنت تشعر بأكثر استقلالية، كلما قدّرت شريكك أكثر. الحب الحقيقي يعتمد على الحرية الحقيقية. فقط أولئك الذين هم أحرار بإمكانهم أن يحبوا بدون تحفظ.
الوقت الذي تمضونه معا يجب تخصيصه لدوافع الحب وتقاسم تلك الأشياء التي تمتعكما معا. هذا سيقضي على الملل ويحافظ على العلاقة على قيد الحياة. من الحيوي، في هذا الصدد، تطوير شخصية رومانسية. بدون رومانسية، فإن حياة الشخص تفتقر للمغناطيسية، ولذلك فمن المهم تغذيتها. الشخصية الرومانسية تزيد في مغناطيسيتك وتمكنك من جذب الناس والأحداث والظروف التي تريدها. نحن جميعا بحاجة إلى الرومانسية في حياتنا ونحن ممتنون لأولئك الذين حفّزونا وشجّعونا على ذلك.
الجميع يريد أن يكون محبوبا. كل غريب تلتقيه يبكي من الداخل، “أرجوك أحببني.” يصعب تفسير ذلك من خلال أفعالنا. أحيانا حتى الأفراد أنفسهم لا يعترفون بهذا الجوع الداخلي.
يعتقد معظم الناس أنهم لم يُحَبّوا بما فيه الكفاية. هذا لأنهم لا يستطيعون استعادة حب عرفوه مرة واحدة كأطفال. وهكذا، يذهبون عبر الحياة في محاولة لاستعادة هذه العاطفة المثالية من خلال البحث خارج أنفسهم.
انظر في حياتك. أنت تذهب الى محل البقالة لاقتناء الأغذية، إلى المدرسة للتعليم، إلى الطبيب للتداوي، إلى المقاول لبناء منزلك .. وهذا هو الحال مع الحب. أنت تذهب للآخرين من أجل الحب. مثل الجزرة تتدلى أمام الحصان، يوجد حب، بعيدا عن متناول اليد.
[/et_pb_text][/et_pb_column_inner][/et_pb_row_inner][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_4″][et_pb_sidebar admin_label=”Sidebar” orientation=”right” background_layout=”light” area=”sidebar-1″ remove_border=”off”] [/et_pb_sidebar][/et_pb_column][/et_pb_section]
كل غريب تلتقيه يبكي من الداخل، “أرجوك أحببني.”
أعجبتني هذه العبارة و لا شك أن الكل يصرخها في داخله.
الحب لا يتحقق في نظري إلا بالتكامل بين اثنين، بحيث لا يحاول أحدهما تغيير الآخر، إنما يتقبله و يحبه كما هو لأنه يكمل نقائصه تماما كما تملأ أصابع المحب فراغات يد محبوبه.