الظواهري: نجم يأفل…
|[et_pb_section admin_label=”section” fullwidth=”off” specialty=”on”][et_pb_column type=”3_4″ specialty_columns=”3″][et_pb_row_inner admin_label=”row_inner”][et_pb_column_inner type=”4_4″ saved_specialty_column_type=”3_4″][et_pb_text admin_label=”النص”]
بقلم: أنيس عكروتي
إثر الاعلان الرسمي عن مقتل مؤسس وزعيم تنظيم قاعدة الجهاد العالمي (المتعارف عليه إصطلاحا باسم ” القاعدة “) أسامة بن لادن في الثاني من ماي لسنة 2011، تسلّم أيمن الظواهري قيادة التنظيم. وهو يعتبر الساعد الايمن لبن لادن ومرافقه الدائم منذ التحاقه به في افغانستان سنة 1986 تقريبا.
على عكس أسامة بن لادن ذو الشخصية “الزعامتيّة” والمجمّعة لعدة ألوية وتيارات وأفكار داخل تنظيم القاعدة وخارجه، فإن الظواهري لم يكن حوله اجماع كبير ورغم حضوره الاعلامي المتكرر واللافت حيث ظهر في عدة تسجيلات فيديو معلّقا عن المستجدات الأخيرة أو موجها لرسائل مباشرة أو غير مباشرة خصوصا إلى المتعاطفين والمؤيدين لتنظيم القاعدة والتيار السلفي الجهادي عموما، لكنه لم يكن موفقا في اكتساب الهالة التي كانت محيطة بمن سبقه في قيادة التنظيم..
خلال عام كامل ظهر الظواهري في مناسبتين (الخطاب الاخير كان في 13 من الشهر الماضي وذلك بعد خطاب سابق في شهر سبتمبر من العام الماضي ) و هو أمر يمكن تفسيره باشتداد الخناق على تنظيم القاعدة وتهديد وجودها حتى من تنظيمات ” جهادية ” اخرى ومن أبرزها تنظيم الدولة الاسلامية الذي أنشأ معسكرات في أفغانستان وباكستان اللذين يعتبران من أبرز معاقل القاعدة وحليفتها طالبان.
و رغم عدم التأكد من مكان وجود الظواهري، إلا ان عدة محللين عسكريين رجحوا وجوده في إحدى مدن باكستان بعيدا عن الحدود الأفغانية (التي تعتبر مكانا مشبوها ومكشوفا للاستخبارات الباكستانية والامريكية ).
بين الخطابين حدثت عدة متغيرات منها مقتل العديد من قيادات القاعدة، من بينهم زعيم القاعدة في شبه جزيرة العربية والرجل الثاني في التنظيم ناصر الوحيشي، وبالتزامن ، برز تنظيم “داعش” كعدو قوي للقاعدة، وتبين لاحقا أن زعيم جماعة طالبان الملا محمد عمر متوف منذ فترة طويلة، كل هذه القضايا وعلى الرغم من أهميتها للتنظيم، تجاهلها الظواهري في خطابه الأخير، وهو ما تسبب في موجة من الشكوك حتى عند ابرز المتعاطفين مع تنظيم القاعدة.
الشيء الآخر اللافت للانتباه هو امتناع الظواهري عن الرد على الخطاب الناري لأبي بكر البغدادي والذي هاجم فيها القاعدة وزعيمها الحالي واعتبرهما معرقلين لتمدد دولة الخلافة.
عديدون يرون ان هذا بمثابة عجز عن التصدي للتغول الكبير لتنظيم الدولة الاسلامية حيث بدأت ” الماركة المسجلة ” باسم القاعدة في الأفول ويعود ذلك أساسا إلى العمل الإعلامي الكبير لتنظيم الدولة حيث فرض نفسه بقوة في وسائل الإعلام العالمية وكذلك إلى الانتصارات الميدانية على حساب التنظيمات الموالية لتنظيم القاعدة.
حتى الرسائل المكتوبة التي أرسلها الظواهري الى البغدادي ( والموقعة بالاسم الحركي ” ابو الفتح ” ) تجاهلها هذا الأخير وكلف نائبه بالرد عليها، وهي رسالة مشفرة تفيد بعدم رغبته في التفاوض والتواصل مع زعيم القاعدة.
و في ذات الاطار ، بايع الظواهري زعيم طالبان الجديد الملا “أختر منصور”. واعتبر المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة أن تنظيم الدولة الإسلامية هو أبرز المستفيدين من هذا الأمر وذلك لأن خليفة الملا عمر ليس عليه إجماع كبير في صفوف قيادات وأعضاء حركة طالبان، وهو ما سيجعل الظواهري في مواجهة مباشرة مع الجبهة الرافضة وفي مواجهة أخرى مع قيادات وعناصر القاعدة الذي يعتبرون أن الأولوية هي لترتيب البيت الداخلي. وهو ما سيعزز حتما انشقاق عدة ألوية للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية الأقوى على الساحة.
ختاما يمكن القول أن خطاب الظواهري وتمشيه سيدخل التاريخ على أنه خطوة إضافية في تهاوي هذا التنظيم الإرهابي في ظل قيادة وقائد ضعيفين .
[/et_pb_text][/et_pb_column_inner][/et_pb_row_inner][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_4″][et_pb_sidebar admin_label=”Sidebar” orientation=”right” background_layout=”light” area=”sidebar-1″ remove_border=”off”] [/et_pb_sidebar][/et_pb_column][/et_pb_section]