القلاع التركية مهدّدة بالسقوط ؟
|[et_pb_section admin_label=”section” fullwidth=”off” specialty=”on”][et_pb_column type=”3_4″ specialty_columns=”3″][et_pb_row_inner admin_label=”row_inner”][et_pb_column_inner type=”4_4″ saved_specialty_column_type=”3_4″][et_pb_text admin_label=”النص”]
بقلم: أنيس عكروتي
قبل الخوض في المستجدات الأخيرة على الأراضي التركية والمنطقة عموما، لا بد من التذكير بالتعامل العثماني القديم والجديد مع القضايا العربيّة حيث كانت العلاقات دائما ولازالت مرتبطة برغبة حكّام أنقرة في إعادة تشكيل الامبراطورية العثمانية ( في اطار مشروع العثمانية الجديدة)
حاليا تعيش الدولة التركية أزمة سياسية حادة إثر تراجع نسب التصويت للحزب الحاكم ( حزب العدالة والتنمية ) خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة حيث تحصّل على نسبة تقدّر بـ 41 % وجاء حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في البلاد في المرتبة الثانية بحوالي 25 % من الاصوات..
وجاءت الحركة القومية في المركز الثالث بتحقيق 16 في المائة والحصول على 78 مقعدا.
ولعل أبرز المحتفلين في هذه الانتخابات هو حزب الشعوب الديمقراطية الكردي الذي سيكون ممثلا للمرة الأولى في البرلمان بعد تجاوزه حاجز دخول البرلمان بحصوله على 12 في المائة والحصول على 78 مقعدا.
نظريا تبدو النسبة التي تحصل عليها الحزب الحاكم مهمّة، لكن على مستوى الواقع هذا التراجع مقارنة بالانتخابات السابقة لن يمكّنه من تشكيل حكومة بمفرده وبالتالي يجد نفسه مجبرا على كسب ودّ أحد أو بعض القوى المعارضة.
و في ذات الإطار اجتمع أحمد داود اوغلو ( المكلّف من طرف رجب طيب اردغان بتشكيل الحكومة الجديدة ) بقادة الحركة القومية (صاحب المركز الثالث) وعبّر إثر ذلك عن فشل المفاوضات وهو ما قد يعني اجراء انتخابات تشريعية جديدة.
عدّة محلّلين عزوا ذلك الى خلاف حاد بين اوغلو واردغان، حيث يرغب هذا الاخير في العودة الى المربع الأول آملا في التحصل على نسبة أكبر تمكنه من تشكيل حزبه للحكومة دون اللجوء للقوى السياسية الأخرى أو على الاقل ارتفاع نسبة التصويت (ربما يدفعه ذلك الى مغازلة المستقلين المتحصلين على نسبة 4 % من مجمل الاصوات).
هذا التململ في صفوف حزب العدالة والتنمية يعود الى عدم رغبته حاليا في تغيير سياسته الداخلية والخارجية خصوصا ونعني بذلك أساسا الملف السوري. فقد صرحت عدة قوى قومية تركية (حزب الشعب الجمهوري والحركة القومية ) في عدة مناسبات أنها إذا تمكنت من التواجد في التشكيل الحكومي المقبل فإنها لن تسمح بالابقاء على نفس التعامل مع المسألة السورية.
و على الخط الاخر تقف القوى الكردية التي حققت نصرا تاريخيا سمح لها بالتواجد في البرلمان ( حوالي 78 مقعدا ). ونمكّنها النسبة التي حققتها حتما من الضغط على السياسة التركية تجاه الأكراد خاصة في ظل تأزم الوضع الامني واشتداد المواجهات بين الأمن التركي وعناصر من حزب العمال الكردستاني.
بالتوازي مع تأزم الجانب السياسي، تميزت هذه المرحلة أمنيا بتعدد الهجمات على الجنود الأتراك حيث وقعت منذ أيّام مواجهات مسلحة بين عناصر من الدرك وأعضاء من حزب “العمال الكردستاني”، في قضاء ليجا بولاية ديار بكر جنوبي البلاد، وأدت الى مقتل ثلاثة جنود.
و تجدر الإشارة إلى أن الهجمات التي نفذتها، منظمات معارضة للحكومة التركية، منذ قرابة شهر، خصوصاً في مناطق شرق وجنوب شرق البلاد، بلغت حصيلتها أكثر من 37 قتيلاً من رجال الأمن، و12 من المدنيين.
تزامنا مع ذلك ومع هجمات سابقة تبناها تنظيم الدولة الاسلامية ، نشر ذات التنظيم إصدارا مرئيا على لسان مقاتلين أتراك وباللغة التركية هدّد فيها الحكومة التركية والرئيس التركي رجب طيب اردغان بتصعيد وتيرة المواجهات و” فتح القسطنطينية ” كما جاء في الفيديو.
هذا التهديد المرئي الأول من نوعه يأتي من أجل الضغط على تركيا كي تكف عن دعم جماعات مناوئة للتنظيم على غرار حركة أحرار الشام وجيش فتح الاسلام وحتى جبهة النصرة…و الجيش السوري الحر (انظر مقالي: ” الجيش السوري الحر..إلى زوال“)..في ذات السياق عبر قادة هذا الأخير عن استياءهم من تراجع الدعم التركي لهم لحساب جماعات اخرى ( الحلف الذي تقوده جبهة النصرة أساسا ). هذا الخلاف بين تنظيم الدولة الاسلامية وحكام أنقرة مردّه الاساسي هو تلويح تركيا بإنشاء منطقة أمنية عازلة شمال سوريا بالتنسيق مع حلفائها هناك وهو ما يعتبر تهديدا للتواجد ” الداعشي ” في تلك المنطقة الاستراتيجية (مناطق عبور وإمداد).
و على المستوى العسكري كذلك وفي ظل تسارع الأحداث قررت امريكا والمانيا سحب منظومة صواريخ باتريوت من تركيا وعزت الدولتان ذلك إلى غياب تهديد جدي بإطلاق صواريخ بالستية من الاراضي السورية، في حين أن السبب الرئيسي يعود إلى تداعيات الملف النووي الايراني وتصريحات ألمانية أخيرة بضرورة إيجاد حل سياسي في سوريا.
اجمالا يمكن الاستخلاص أن رجب طيب اردغان مجبر على تغيير سياسته الخارجية والداخلية فحتى إجراء انتخابات تشريعية جديدة لا يعد إلا مغامرة غير مضمونة النتائج ، إذ يأمل إن حالفه الحظ ان يقوم بتشكيل الحكومة وربّما تغيير النظام الى رئاسي.
خارجيا كذلك يجد نفسه أمام مفترق طرق: فإما الاتجاه الى تعزيز العلاقات مع طهران المنتشية بانتصار يعتبر تاريخيا ، ربما يؤدي ذلك الى وساطة إيرانية من أجل تحسين العلاقات مع سوريا ..أو الذهاب نحو تعزيز العلاقات مع الكيان الصهيوني ( أو مزيد التقوية باعتبار ان العلاقات حافظت على وديتها رغم بعض الازمات ) وبذلك فرض مزيد من الضغط على الولايات المتحدة الامريكية لتغيير سياستها الأخيرة من تركيا..
و بعيدا عن كل التخمينات تبقى المفاجآت واردة ..
[/et_pb_text][/et_pb_column_inner][/et_pb_row_inner][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_4″][et_pb_sidebar admin_label=”Sidebar” orientation=”right” background_layout=”light” area=”sidebar-1″ remove_border=”off”] [/et_pb_sidebar][/et_pb_column][/et_pb_section]