أكذوبة العالم القرية
|من منا لم يسمع بهذا التعبير: “العالم أصبح قرية صغيرة”؟ تعبير تناقلته الصحف و الفضائيات ولقن للتلاميذ و الطلبة…. تصدعت آذان الكل، بمثل هذه المقولات التي كنا نعتقد أنها تعبر عن حال عالمنا في الزمان و المكان المعلومين.
…فهاهي الآلات تملأ سمائنا ترصد وتنقب وتوثق و ترسـل بكـل هــذا إلـى بيوتنـا أو إلـى مختبراتنــا
و أخرى ترسـل بعيونها إلى كل مكان من المعمورة. تنقب على كل غريب و طريف لتحقيق السبق الصحفي، فان تعرضت لحادثة طريفة أو كنت من أصحاب الغرائب، كأن يكون وزنك يفوق الخمسمائــة كيلوغـرام أو مـا شابــه ذلـك فأنـت، بالتأكيـد، مـادة مطلوبــة لهــذه الفضائيـات لتبيعك أحلام الواقع (عكس أحلام اليقظة التي لا أمل في تحقيقهـا) و إن كانـت لا تدفـع شيـئـا و لم يكن تحقيق أحلام البؤساء غايـة مرادهـا في يوم من الأيام… دعنا الآن مــن الخوض في سلبيات هذه البرامج التي تفوقها إيجابياتها لنلج وقائع عالمنا الذي سوف نكتشف انه عوالم.
فقد أطلت علينا إحدى الفضائيات منذ مدّة بخبر يعود بنا إلى الوراء في أحد معاقل الحضارة العربية ذات زمان خلى! لكـن السيـر إلـى الوراء فـي الحضـارة العربيـة الإسلاميـة هــو غاية ما نطمح إليه، فأن نعود إلى الوراء يعني أن نعود إلى زمن ازدهار هذه الأمة و نظل نمشــي في سير حثيث إلى الخلف إلى أن نشارف على زمن الخلافة الراشدة ثـم زمـن النبـوة. فهــل يصح استعمال تعبير الرجوع إلى الوراء لمعنى التخلف في الأمة الإسلامية؟ سنعرف الإجابة، بالتأكيد، عندما نضع حدا لهوس استيراد البضائع والقيم والمفاهيم وغيرها من الأشياء من الجهة الغربية لعالمنا.
خبر صاعقة أتانا إذن مـن بـلاد اليمـن. فـي “اليمـن السعيـد” تنتشـر العبوديـة فـي مطلـع الألفيـة الواحدة و العشرين؟ عبودية قد استوفت كل الشروط من صكوك استرقـاق و أخــرى للحريـة و إن ثبتـت الأولــى و عمل بها لعشرات السنين فان الوثيقـة الثانيـة ( صكوك الحرية) لم يعمل بها، الأمر الذي يتطلب إجراء بسيطا، بالمفهـوم المعاصر، يتمـثل في توكيـل محام، و مكاتـب المحامين مشرعة الأبواب لجيوب الحرفاء قبل قضاياهم.!… فلنتجاوز هذا الحـل الطرفـة لمثل هذه القضية ومـا يحيـط بهـا مـن ظـروف و ملابسـات و لنتأمـل سمائنــا و مراصدهـا و عيونهـا الجاثمـة فوق رؤوسـنا علنا نظفـر بحل. بلى هناك حـل!! وكما لــم يخطر ببال أحد من هؤلاء “العبيد”! فهاهو أحدهم يقع تحت عيـون إحدى الفضائيـات ويحظى باهتمام الكل. يأسر فكر و قلوب العامة و الخاصة و يحصد تعاطف أصحاب الدنانير و أصحاب الملايين على حد السواء، و كأنهم لم يروا و لم يسمعوا قبل ذلك الخبر؟!!
و إذا بكابوس الأمس ينقشع و كأن الجنة قد فتحت لها بابا علـى الدنيا و كأنه الحلم… لكن… كل هذا كان بالإمكان حصوله! و من يعلم هذا العـبد، و غير العبد، حقوقـه و الأبواب التي شرعتها تكنولوجيا المعلومات لصالحه؟ وكم منا يقبع حلمه خلف ظهره! ليس على طريقة البرامج التي أشرنا لها طبعا.
اخي العزيز هذه المقالة لم تحظ قبول القراء كما حصلت المقالات السابقة على قابلية من القراء لان الغموض والمبهمات كثيرة باعتماد الكاتب على الفاظ وعبارات غير مباشرة.
اما المقالات السابقة عن الدجال وموثوقية البخاري ومسلم فلا بأس بها وارجو ان تكون المقالة مؤيدة باقوال العلماء اكثر من استعمال المنطق والعقل البديهي. لان العقول متفاوتة اذا لم تقبل حديثا في هذا العصر سوف يقبله عقل في المستقبل. وكم من رأي لم يقبل سابقا وتم قبوله لاحقا…
اخوك برومائيل محمد علي