أي مستقبل ينتظر القضية الفلسطينية ؟
|[et_pb_section admin_label=”section” fullwidth=”off” specialty=”on”][et_pb_column type=”3_4″ specialty_columns=”3″][et_pb_row_inner admin_label=”row_inner”][et_pb_column_inner type=”4_4″ saved_specialty_column_type=”3_4″][et_pb_text admin_label=”النص”]
بقلم: أنيس عكروتي
تصورت نسبة كبيرة من الشعوب أن القضية الفلسطينية ستعود الى المشهد السياسي العام بقوة وبأكثر فعالية وتفاؤل بالمستقبل بعد موجة تحركات ما سمي بالربيع العربي. لكن سرعان ما تبخرت جرعات الأمل وراجعت الشعوب وخاصة الشعب الفلسطيني حساباتها وتفطنت أن طريقها إلى التحرر من قبضة الاستعمار قد عاد بخطوات سريعة الى الوراء..
عدة مشاكل تواجهها القضية وأدت الى نشوء هذا الوضع أبرزها التناحر الداخلي الفلسطيني وعجز القيادات السياسية على تفعيل استراتيجية وطنية للعمل المقاوم على كل الأصعدة..هذا ما جعل القرارات المتخذة تتسم بطابع ارتجالي ومفرغ من محتواه لمجرد ذر الرماد على العيون والاستقطاب الحزبي الضيق، وكذلك لم تحسن التعامل مع الأوضاع الاجتماعية الخانقة وصرنا نسمع عن ملفات فساد واستثراء لمسؤولين نصبوا أنفسهم أمناء على القضية الفلسطينية وممثلين للشعب .
هذا ما سمح لعدة دول أن تتدخل في الشأن الداخلي عبر دعم أطراف دون أخرى لمزيد تعميق الانقسام من جهة وأساسا لتحسين صورتها عربيا واسلاميا من جهة أخرى، لا سيما وأن التجارة بالقضية الفلسطينية مربح جدا ويوفر مكاسب سياسية كبيرة وحصانة شعبية هامة.
المشكل الأكبر المطروح اليوم هو تقرير مصير الشعب الفلسطيني في أروقة عربية تركية أمريكية ( أساسا ) ضيقة دون استشارتهم..و المؤسف أن هذا الأمر يحدث بمباركة قيادات سياسية فلسطينية ( هنا يجب الاشارة الى الموقف المعلن من عدة فصائل على غرار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، والمضاد لهذا التوجه. في هذه الأيام يتم طبخ قرار ” فلسطيني عربي ” بمساندة أمريكية للتوجه به لهياكل الامم المتحدة..
ليس المشكل في التعامل مع الهياكل الأممية كجزء من الضغط على الكيان الصهيوني وفضح انتهاكاته لكن أن يصبح هذا التوجه يلخص الاستراتيجية السياسية للتعامل مع سلطات الاحتلال فهذا قصور كبير وسيؤدي إلى عواقب وخيمة على القضية الفلسطينية.
بنود مشروع هذا القرار أدنى حتى من قرارات ” الشرعية الدولية ” فهو يتغاضى عن حق اللاجئين في العودة لأراضيهم ولا يشير إلى إيقاف الاستيطان وتفكيك كل المستوطنات المحاذية للضفة وقطاع غزة ( سبق أن واجه قرار حكومة الاحتلال ببناء وحدات استيطانية جديدة ، استهجانا من الاتحاد الاوروبي وحتى الولايات المتحدة الامريكية في اطار لعبة لي الذراع بين أوباما ونتنياهو)
شيء آخر غاية في الاهمية هو الإقرار بالقدس كعاصنة للدولتين مع ضمان حرية العبادة في حين أن قرارات الشرعية الدولية لم تقر بضم للقدس الشرقية لسلطات الاحتلال..
أما النقطة الأبرز والتي من خلالها يستشف أن ” المجتمع الدولي ” يريد انهاءا تاما للقضية ، وهي ” التوصل الى اتفاق الوضع النهائي ينهي جميع المطالب ” ..
هذا مع الاشارة كذلك الى مسألة تبادل الأراضي (التي سبق وأن تم طرحها خلال قمة بيروت من طرف الامير القطري السابق) وهي سابقة تاريخية تخفي وراءها تنازلات كبيرة وصفقات بين دول عربية وتركيا وسلطات الاحتلال.
هذا على المستوى السياسي أما أمنيا فظهور شريط فيديو لعناصر ينسبون أنفسهم للدولة الاسلامية وهم بصدد إعدام شاب فلسطيني بدعوى التخابر مع الاحتلال وذلك في مدينة القدس، يشكل أمرا يدعو للانتباه من استغلال هذا التنظيم للوضع الفلسطيني الداخلي المتأزم كي يتوسع داخل الاراضي الفلسطينية ( تحت غطاء استخباراتي صهيوني ) وحينها ستقلب المعادلة من احتلال / مقاومة الى تحالف دولي / ارهاب.
ختاما، القضية الفلسطينية تعيش أحلك أيامها والاقرار بهذا لا يتنزل في باب إحباط العزائم ولكن من أجل توصيف الواقع والتنبيه لكل المستجدات القائمة.
[/et_pb_text][/et_pb_column_inner][/et_pb_row_inner][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_4″][et_pb_sidebar admin_label=”Sidebar” orientation=”right” background_layout=”light” area=”sidebar-1″ remove_border=”off”] [/et_pb_sidebar][/et_pb_column][/et_pb_section]