نحو حرب إقليمية في المسارح اليمنية ؟

[et_pb_section admin_label=”section” fullwidth=”off” specialty=”on”][et_pb_column type=”3_4″ specialty_columns=”3″][et_pb_row_inner admin_label=”row_inner”][et_pb_column_inner type=”4_4″ saved_specialty_column_type=”3_4″][et_pb_text admin_label=”النص”]

بقلم: أنيس عكروتي

يعدّل المتابعون للوضع العربي هذه الايام ساعاتهم على إيقاع طبول الحرب التي تعبث باليمن السعيد. التطورات السريعة للمشهد السياسي الامني اليمني لم تنشأ صدفة أو من فراغ ..فقد سبقتها تراكمات عديدة لعل أشهرها تنامي نشاط فرع تنظيم القاعدة بالجزيرة العربية خاصة في فترة قيادة أنور العولقي حيث سيطر في أكثر من مرة على مراكز للجيش اليمني بحضرموت وأبين وغيرها. و من بين أدق عملياته، كان الهجوم على المدمرة الامريكية اس.اس.كول الرابضة في خليج عدن سنة 2000..هذا اضافة الى الانقسام الشمالي الجنوبي والصراعات القبلية ( خصوصا في ظل الرواج الكبير لقطع السلاح ) وصولا الى اشتداد شوكة حركة أنصار الله ” الحوثيون ” الذين خاضوا معارك عنيفة مع الجيش اليمني وكذلك مع الجيش السعودي في عدة مناسبات..أدت احداها الى مقتل قائد الحركة حسين بدر الدين الحوثي سنة 2004.هذا الامر وعلى عكس المتوقع أدى الى مزيد من التماسك في صفوف الحركة..
و نبقى مع التراكمات التي انفجرت مع الاطاحة بحكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح تماهيا مع موجة ” الربيع العربي ” التي اجتاحت عدة دول عربية..من هنا تصاعدت الخلافات القبلية الداخلية وعاد الملف الجنوبي بقوة الى المشهد فيما انحسر دور تنظيم القاعدة وتنامى دور حركة أنصار الله التي استطاعت حشد تأييد شعبي واسع ساهم في افتكاكها للسلطة من الرئيس ” الضعيف ” عبد ربه منصور هادي الذي استنجد بالمملكة العربية السعودية خاصة ودول خليجية وعربية أخرى لارجاعه الى رأس السلطة تحت عنوان الانتصار للشرعية..و هو عنوان فضفاض ويناقض حتى توجهات عدد من حكام الدول المشاركة في الهجوم على الاراضي اليمنية..
و هنا سنفصل التداعيات والاسباب الحقيقية التي دفعت الى تشكيل هذا الحلف الواسع نسبيا.
من المؤكد أن هناك بعدا طائفيا للمسألة ولكنه يبقى ثانويا ( تستثمره السعودية لشحن الشعوب ” السنية ” ). لكن البعد الأهم يقترن بالتنافس بين الدول المتصارعة ( السعودية وايران بصفة أبرز ) على السيطرة والتوسع..
و هذا نابع من أهمية الموقع الاستراتيجي لليمن وخاصة على مستوى المعابر البحرية ( مضيق باب المندب وخليج عدن ) التي تمثل مناطق هامة للنشاط البترولي والملاحي وحتى للتمركز العسكري..
المملكة العربية السعودية استشعرت الخطر بعد الصعود القوي للحوثيين وكسبهم لتأييد جانب كبير من الشعب اليمني (تجسّد ذلك في المظاهرات المليونية المساندة لحركة أنصار الله والرافضة للعدوان على الاراضي اليمنية )..و أرادت كسر شوكتهم خوفا من سيطرتهم على قرى سعودية حدودية خصوصا مع التواجد الزيدي في مناطق هامة مثل نجران وغيرها، وكذلك تجنبا لاستغلال سكان المناطق النفطية شرق المملكة (ذات الاغلبية الشيعية ) للوضع الجديد وإشعالهم لانتفاضة بامكانها ارباك الحكم..
و حسب مصادر مطلعة، فإن الحملة العسكرية ممولة من طرف المملكة. و هذا ما شجع الدول الأخرى على المشاركة خصوصا مع اغراء ات بالحصول على امتيازات اذا نجح الهجوم في تحقيق أهدافه المعلنة وغير المعلنة..
ميدانيا أكد عدة خبراء عسكريين أن الغارات الجوية مهما اشتدت لن تستطيع تغيير واقع الأحداث لصالح ” الحلف العربي ” وأن فرضية إرسال قوات برية تبقى واردة ولكنها محفوفة بالمخاطر..المحاور الثلاث التي من خلالها النفاذ الى الاراضي اليمنية هي:

  • صعدة وهي منطقة جبلية وعرة لطالما كانت ملاذا لحركة انصار الله خلال مواجهاتها مع القوات اليمنية والسعودية سابقا.
  • المحور الثاني هو خليج عدن وهذا يتطلب مشاركة مصرية فعالة (وهذا صعب في ظل الضغوطات على النظام المصري بحكم انشغاله بمواجهة الجماعات الارهابية في سيناء )
  • أما المحور الثالث فهو من جهة حضرموت ” صحراء الموت ” وكذلك سيصعب التعامل مع المفاجآت التي تنتظر الجيوش النظامية هناك..

الحرب على الأراضي اليمنية ستكون طويلة المدى وربما تتسع شرارتها لتضرب في عمق دول أخرى في المنطقة. خصوصا مع الاتفاق النووي الايراني مع الدول الكبرى وتضاعف خشية السعودية من تراجع دورها في المنطقة أمام ايران.
و نرجو لليمن أن يصبح سعيدا حقا…

hazm

[/et_pb_text][/et_pb_column_inner][/et_pb_row_inner][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_4″][et_pb_sidebar admin_label=”Sidebar” orientation=”right” background_layout=”light” area=”sidebar-1″ remove_border=”off”] [/et_pb_sidebar][/et_pb_column][/et_pb_section]

Please follow and like us:

اترك رد

Verified by MonsterInsights