ما نموتش: متى ستحيا السينما التونسية؟
|بقلم: معز جعفر
فيلم ما نموتش للنوري بوزيد هو فيلم تونسي لم يخرج عن المعتاد في السينما التونسية ما بعد الثورة من حيث السقوط في التناول السهل الممتنع لمواضيع الساعة المستهلكة فنياً لينسج حولها أحداثاً بل لنقل مناخاً سينماتوغرفيا لا يرتقي لمستوى الأحداث نظراً لضعف السيناريو والتركيز على مسائل اعتدنا سماعها والنقاش فيها عبر وسائل الإعلام . الأفلام التونسية كانت تركز في السابق على الإباحية والجنس لاستقطاب الجماهير واليوم هاهي تجد موضوع الثورة والحجاب وغيرها من المواضيع التي أصبحت تتداول في المشهد الإعلامي التونسي لنسخها في فيلم. ما سبق طرحه ينطبق على فيلم “ما نموتش” لعدة أسباب. فالنوري بوزيد لم يجعل من عمله عملاً فنياً إبداعياً في ظل وجود سيناريو ضعيف عجز عن إضفاء شخصية للفيلم مستقلة عن موضوع الثورة والحجاب…كل “أحداث” الفيلم تمحورت حول رفض فتاة ارتداء الحجاب وكيف كانت تقاوم ذلك ، وفتاة أخرى ترتدي الحجاب و نزعته في أخر الفيلم مع اقتران ذلك بالثورة التونسية. هذا ما تناوله عموماً الفيلم في أكثر من ساعة ونصف و هو حسب رأيي طريقة فنية في إضاعة الوقت ولكن دون الخروج بنتيجة إيجابية، إضافة إلى تلك المشاهد المبهمة التي اعتدنا رؤيتها في السينما التونسية والتي تطول حسب مشيئة المخرج ولا يفهمها سواه.
أعتقد بأن السينما التونسية تناست بأن الفيلم هو قبل كل شي عمل لا يمكن أن يرتقي إلى درجة الفن بمفهومه العام في ظل عدم توفر الإبداع . وهذا الأخير لا يمكن أن يتوفر بمجرد إسقاط مواضيع إجتماعية متداولة في إطار عمل سينمائي. للأسف السينما التونسية بعد الثورة تستهلك القضايا لدرجة الغثيان. والنوري بوزيد نعلم موقفه من الحجاب والإسلام ولا نحتاج فيلما له لمعرفة ذلك.