هل الكفاءة تورّث أيضا؟
|[et_pb_section admin_label=”section” fullwidth=”off” specialty=”on”][et_pb_column type=”3_4″ specialty_columns=”3″][et_pb_row_inner admin_label=”row_inner”][et_pb_column_inner type=”4_4″ saved_specialty_column_type=”3_4″][et_pb_text admin_label=”النص”]
بقلم: أحلام صغيرة
لا آمل كثيرا في تغيير شيء من هذه العقليات التي تسود مجتمعنا حتى أنني لا آمل أن أكون استثناء. قد نجد للقوانين الوضعية بعض الاستثناءات بل هناك من يخرقها أما القوانين الاجتماعية على ما يبدو فهي عصية على الثائرين ضدها .
كيف آمل في التغيير والأمور على حالها سنون وسنون لم تغيرها الدماء فهل ستغيرها الأقلام ؟
لا أعلم لماذا خطر ببالي أن أتحدث عن وضع بائس أزلي متكرر متجدد. لماذا أتطرق إليه والحال أنه ليس بخاف على أحد ما يحدث في هذه البلاد، أقصد وطني؟
عندما أولد في دولة تغتصب الحريات، تغتصب الفكر، تغتصب الإبداع، تكافح الكفاءة وتزهق روح العدالة …لا تنصفني الكلمات لأنقل واقعا بائسا في الحقيقة لا أجد بعض الأكسجين لأستجمع أنفاسي وأخبركم عن أهوال تقتل كل يوم فينا الوطن.
عندما أضغط على زر التلفاز لأستمتع مع عائلتي بالمشاهدة فتباغتني الممثلة ابنة الممثلة القديرة تمدح والدتها التي قدمت مسرحيات عديدة ومسلسلات رسخت في الذاكرة حيث تعيدنا صورتها إلى سهرات رمضان الجميلة . تبادر السؤال إلى ذهني “هل ورثت ابنتها هذه الموهبة”؟ربما … لكنني أشعر بالضجر. أفضّل الاستماع إلى بعض الألحان بالراديو على هذه الحوارات الصحفية.
و لحسن حظي ظفرت بما أريد إلا أن ضيف الحصة أفسد متعتي وهو الممثل ابن الممثل القدير المسرحي الذي حظي بمحبة جمهور عريض. رحّب مقدم البرنامج بضيفه الذي لم ينسى أن يذكرنا بنضال والده في المجال الفني والتباهي بنجاحاته المتواصلة. تبادر السؤال إلى ذهني” أيولد أبناء الممثلين ممثلين “؟
ولم لا يكون… ضقت بالمحاباة ذرعا فعدلت عن رأيي وأغلقت جهاز الراديو لا حاجة لي بالمزيد.
فتحت حاسوبي وأنا أتصفح أحد المواقع الاجتماعية علمت أن مخرج أحد المسلسلات قد أقحم ابنته الطفلة عالم التمثيل فقد اكتشف أنها موهبة صاعدة.
حمدت الله مرارا وتكرارا أنني لا أنتمي إلى هذا الميدان ولم أضيع سنوات أرتاد المعهد العالي للفن المسرحي .
كنت أعتقد أن منطق الوراثة يسود الحكام العرب فقط لأكتشف أنها عقلية متجذرة لدى أفراد الشعب قبل أن تسود عقليات أصحاب السلطة. كم من جان جاك روسو نحتاج ليصرخ “أنا لا أؤمن بحكومة تقوم على الإرث ولا تقوم على التصويت والانتخابات …فالأمم والشعوب ليست متاعا يورث أيها السادة”؟
لا أعلم إلى حد الآن لماذا تزعجني مثل هذه الأحداث ولم أتعود عليها كغيري من بني وطني. لماذا لم يغمض لي جفن عندما علمت أن أستاذتي التي أحترمها كثيرا هي ابنة وزير التعليم العالي السابق والأستاذ السابق بنفس الكلية. كما اكتشفت يوم تخرجي أن الأستاذ الشاب الذي حضر باللجنة هو ابن أحد أساتذتي الذي درسني في مراحل مختلفة والذي تقلد هو الآخر منصبا وزاريا بعد الثورة . لا أعلم لماذا نسميها ثورة ع.لى ماذا ثرنا؟ هل ثرنا ضد شخص أم ضد نظام ؟ في الحقيقة اختلطت علي الأمور.
لم لا …ألم نطرب لصوت إحدى الفنانات الشابات وتابعناها بأحد برامج الواقع وصفقنا لتميزها ؟ فقد ورثت الجينة المناسبة من والدها المطرب لتكون مطربة ناجحة متألقة كذلك الشأن بالنسبة لأستاذي الذي ورث العلم عن والده ليصبح أستاذا بنفس الكلية فذاك الشبل من ذاك الأسد.
أعلم أنه ليس هناك ما يثير العجب أو الدهشة فهذا قليل من كثير فقط كل ما في الأمر حزت في نفسي خيبة شباب هذا الوطن الذي صدق هذه المقولة” إن الفتى من يقول ها أنا ذا *** ليسَ الفَتَى مَنْ يقولُ كان أبي”
و على سبيل الملاحظة رغم أنني أدرك خطورة هذا الفيروس الذي ينخر جسد وطني ليبقى عليلا سقيما ورغم ما يصيبني من حنق عند سماع مثل هذه الأخبار التي نتداولها خلسة فأنني كغيري بائسة جدا أتودد إلى العائلات التي ورثت أبا عن جد الكليات والمستشفيات والإدارات والبنوك … أبتسم لأبنائهم وذويهم والحمق يعلو ثغري.
[/et_pb_text][/et_pb_column_inner][/et_pb_row_inner][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_4″][et_pb_sidebar admin_label=”Sidebar” orientation=”right” background_layout=”light” area=”sidebar-1″ remove_border=”off”] [/et_pb_sidebar][/et_pb_column][/et_pb_section]