حرّاس المستوطنات
|[et_pb_section admin_label=”section” fullwidth=”off” specialty=”on”][et_pb_column type=”3_4″ specialty_columns=”3″][et_pb_row_inner admin_label=”row_inner”][et_pb_column_inner type=”4_4″ saved_specialty_column_type=”3_4″][et_pb_text admin_label=”النص”]
بقلم: أنيس عكروتي
منذ قرابة 100 سنة تشكلت أولى العصابات الصهيونية ( تحديدا سنة 1909 ) بهدف تأمين سكان المستوطنات في الجليل ثم تطورت أهدافها إلى الاستغناء عن القوات الأجنبية في حماية المستوطنات في جميع أنحاء فلسطين.
سميت بمنظمة هاشومير ( تعني الحارس بالعبرية ) و تفرعت عنها عصابات اخرى مثل البالماخ و الهاجاناه..
كانت إتجاهات العصابة في بدايتها غير عنيفة، حيث وضع مندل بورتجالي أحد مؤسسي العصابة قواعد تدعو الهاشومير إلى تجنب تكوين أعداء بينما هم قلة، وذلك بتجنب قتل الجيران العرب في النزاعات معهم حول الأراضي والإكتفاء بتخويفهم وإطلاق النار في الهواء وعدم اللجوء للقتل ما أمكن.
وبإنضمام بعض المهاجرين القادمين من روسيا بدأت العصابة في تغيير أفكارها بسبب تزايد قوتها وكذلك الأفكار التي جلبها الروس والتي تدعو إلى عدم الاكتفاء بالنشاط السلبي لحماية المستوطنات وضرورة التحول إلى النشاط الإيجابي ومهاجمة العرب في عقر دارهم وإقامة مستوطنات جديدة عن طريق القوة وممارسة البلطجة ضد الفلسطينيين، وبالفعل نجحت العصابة في فرض وجود المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المنهوبة.
مثّلت هذه العصابة و غيرها من العصابات المتكونة لاحقا نواة لمجتمع عسكري يمتلك الأدوات و التدريب اللازمين لصد عدوان محتمل او للاغارة على قرى و مدن فلسطينية بغية تكريس سياسة احتلال الاراضي..
لم يستهدف هؤلاء ، الفلسطينيين فقط ، بل امتد عدوانهم ليطال أولياء نعمتهم ( سلطات الاحتلال البريطاني) ، في محاولة منهم لتقليص دورهم في تسيير المستوطنات و حمايتها..نذكر هنا حادثة قتل الوزير البريطاني اللورد موين في شهر نوفمبر من عام 1942 لأنها اعتبرته السبب الأساسي في عرقلة الهجرة الصهيونية إلى فلسطين وتأييده للحقوق العربية بعد قوله المشهور:” إن العرب عاشوا وقبور موتاهم في فلسطين على امتداد خمسين جيلاً ولن يسلموا بلدهم لليهود عن طيب خاطر.” فاعتبرت الحركة الصهيونية وعصاباتها الإرهابية هذا تحريضاً على المشروع الصهيوني وأهدافه العدوانية التوسعية.
في هذا الصدد لا يتسع المجال لذكر المجازر التي ارتكبت في حق الفلسطينيين قبل سنة 1948 و بعدها..
بندقية هؤلاء طالت أيضا اليهود الرافضين للدولة الصهيونية و الداعين الى تكوين جبهة يهودية عربية مناهضة للمشروع الصهيوني في فلسطين.
مع قيام الدولة الصهيونية و تكوينها لجيش تم تطوير قدراته بشكل لافت ( على مستوى العتاد و التدريب ) ، اندثرت عدة عصابات و اختارت الانضمام الى العمل السياسي..
مع ذلك حافظت جماعات على وجودها مستغلة دعم أحزاب يمينية و شخصيات دينية تتبنى آراء هؤلاء فيما يخص وجوب التصعيد ضد الفلسطينيين و استهدافهم عسكريا..
الحكومات الصهيونية المتعاقبة أبدت تخوفا من تغول هذه الجماعات خشية من تمردها على الدولة و فرض إرادتها العسكرية ، رغم أنّها غضت النظر عن بعض تصرفاتها و وفرت لها الحماية أحيانا.
طرح هذا الموضوع في هذه الفترة هو في تفاعل مباشر مع الوضع الامني الفلسطيني خلال هذه الساعات، اذ انتقل عدد من المستوطنين من الوضع الدفاعي و الاستنجاد الدائم بقوات الجيش الصهيوني إلى المبادرة بالهجوم على القرى الفلسطينية المحاصرة . و ذلك في محاولة منهم لردع الشبان الفلسطينيين الذين يخوضون حربا شعبية شبيهة بما حدث في فيتنام و بوليفيا.
المستوطنون كذلك يحاولون اتباع ذات الاسلوب لتوفير حماية ذاتية للمستوطنات عبر شن هجومات خاطفة ومحاولة قنص أو خطف فلسطينيي القرى و المدن المحاطة بالمغتصبات.
النسج على منوال عصابات الهاشومير هو طريق اختاره المستوطنون بمساندة شخصيات دينية و أحزاب يمينية كذلك ..نذكر بالاخص حزب ” اسرائيل بيتنا ” بزعامة افيغدور ليبرمان الذي أعلن يوم 7 جويلية 2014 أنه فك التحالف مع حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو و ذلك بسبب عدم رضاه عن الرد الصهيوني على صواريخ المخربين على حد تعبيره.
ختاما من الواجب الانتباه الى محاولة اعادة إحياء العصابات الصهيونية و التمسك بالحرب الشعبية كوسيلة لردع هؤلاء..بعيدا عن تقلبات الاحزاب و الحركات الفلسطينية ..
[/et_pb_text][/et_pb_column_inner][/et_pb_row_inner][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_4″][et_pb_sidebar admin_label=”Sidebar” orientation=”right” background_layout=”light” area=”sidebar-1″ remove_border=”off”] [/et_pb_sidebar][/et_pb_column][/et_pb_section]