العراق…إلى أين ؟

[et_pb_section admin_label=”section” fullwidth=”off” specialty=”on”][et_pb_column type=”3_4″ specialty_columns=”3″][et_pb_row_inner admin_label=”row_inner”][et_pb_column_inner type=”4_4″ saved_specialty_column_type=”3_4″][et_pb_text admin_label=”النص”]

بقلم: أنيس عكروتي

daichتفجيرات شبه يومية..لا سيادة إلا للرصاص، يدوّي صوته عاليا في شوارع كانت شاهدة على حضارات صنعت أمجاد بلاد الرافدين..
بلد عانى لسنوات من تتالي الحروب والحصار ثم الاحتلال..و الخوف أن يتّجه إلى التمزّق بسبب الأزمات السياسية المتعاقبة والتي أثرّت سلبا على الوضع الأمني غير المستقر أصلا..
هذا المناخ المتوتر فسح المجال لعدة تشكيلات مسلّحة متدربة بشكل متطور على حرب العصابات..حتى تفرض وجودها عبر التفجيرات الانتحارية والاغتيالات واحيانا عبر السيطرة لأيام على أحد مراكز السلطة..
ما يسمّى بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ” داعش ” هو الحاضر الاأرز في هذا المشهد الدموي مّما يرجح أنه امتداد لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بقيادة أبي مصعب الزرقاوي والذي دفعت به الولايات المتحدة الامريكية لتشتيت دور المقاومة العراقية عبر اللعب على ورقة الطائفية في مجتمع متعدد الطوائف والاعراق..
هذا التنظيم أعلن هذه الأيام أنه سيطر بشكل شبه كامل على محافظة نينوي شمال العراق في عملية توصف انها الأبرز منذ سنتين. هذا الهجوم تسبب في نزوح حوالي 4800 عائلة وفرار 3000 سجين اثر اقتحام سجن بادوش..
وزارة الدفاع العراقية أعلنت أنها ستستعين بقوات الدفاع المدني الكردية وبالعشائر المسلحة للمساهمة في ردع هذا التنظيم واسترجاع السيطرة على محافظة نينوي ومناطق أخرى هددت ” داعش ” بالسيطرة عليها.
من الواضح أن هذا التنظيم يمتلك تمويلات كبيرة ودعما لوجيستيا يسمح له بالتحرك بكل حرفية في أكثر من منطقة، إضافة إلى حيازته على عدد كبير من الأسلحة وقدرة عناصره على صناعة الأحزمة الناسفة والمتفجرات.
قلنا أن هذا التنظيم يعد الابرز في المشهد العسكري الحالي وهذا نظرا لتراجع فصائل المقاومة العراقية التي قاتلت الاحتلال الأمريكي بكل شراسة..فيها من انخرط في المشهد السياسي الاجتماعي بعد رحيل القوات الامريكية مثل ” جيش المهدي ” وفيها من لا يزال يؤمن بضرورة اجتثاث السلطات الحالية باعتبارها جزءا من منظومة الاحتلال مثل ” رجال الطريقة النقشبندية ” ومؤيدي حزب البعث العربي الاشتراكي ( الحاكم السابق للعراق لمدة عقود ) بقيادة عزت ابراهيم الدوري الذي لا يُعرف مصيره إلى حد الآن رغم ورود بيانات وتسجيلات صوتية منسوبة اليه.
مجملا، يقبع العراق اليوم بين مطرقة الصراعات السياسية والطائفية وسندان الوضع الأمني الهش وتنامي عدد التفجيرات والاشتباكات العسكرية.
الوضع الحالي يحتاج إلى وحدة شعبية حقيقية بعيدا عن الصراعات التي قد تذهب بالعراق إلى التفتيت تحت مسمّى الفيدرالية أو حماية الطوائف..
تصبحون على عراق أجمل..

[/et_pb_text][/et_pb_column_inner][/et_pb_row_inner][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_4″][et_pb_sidebar admin_label=”Sidebar” orientation=”right” background_layout=”light” area=”sidebar-1″ remove_border=”off”] [/et_pb_sidebar][/et_pb_column][/et_pb_section]

Please follow and like us:
2 Comments

اترك رد

Verified by MonsterInsights