من هو علي شريعتي ؟
|طالعتنا منذ يومين ذكرى ميلاد أحد أهم مفكري القرن العشرين الدكتور “علي محمد تقي شريعتي ” الذي أثارت كتاباته وأفكاره جدلاً كبيراً ولازال متواصلا إلى يومنا هذا .وقد اختلف معاصروه بين مكفرٍ له ومعارض لآرائه ومناصر لمنهجه وتفكيره حتى قال فيه الفيلسوف جان بول سارتر : “لو تعين علي اختيار دين لاخترت دين علي شريعتي”.
ولد ” علي محمد تقي شريعتي ” 23 نوفمبر 1933 في مدينة مشهد بإيران. كان والده السيد “تقي شريعتي” من أهم مفكري وعلماء إيران.
كانت بدايته كطالب في كلية الآداب حيث التحق مع والده بمجموعة من المثقفين ذوي الميولات اليسارية أطلق عليها ” حركة اشتراكيون يخشون الله ” ثم التحق بالجبهة الوطنية لمناهضة الشاه بقيادة مصدق لكنه اعتقل وسجن 6 أشهر عام 1958 وهو لا يزال طالبا بعد إفشال ثورة مصدق وعودة الشاه. وبعد خروجه من السجن ذهب في منحة للدراسة في السربون وقد كانت بمثابة الإبعاد عن إيران، إلا أن هاجس الثورة بقي ملازماً لشريعتي حيث تعاون مع جبهة التحرير الجزائرية وتأثر بها فأسس جبهة تحرير إيران ثم اعتقل في فرنسا لمدة ثلاثة أيام إثر مشاركته في تظاهرة نظمت بعد اغتيال باتريس لومومبا على يد المخابرات البلجيكية .
بعد عودته من فرنسا في 1969 اشتغل شريعتي مدرسا وأسس حسينية الإرشاد لتربية الشباب، فاستقطبت محاضراته الملايين من الطلبة وطبعت دراساته وكتبه حتى وصل عدد نسخ كتابه “الولاية ” إلى المليون. إلا أن هذا لم يكن ليرضي رجال الدين والحوزات العلمية فتوجسوا خيفة منه وعلى ثرواتهم التي كان شريعتي دوما ينقدها، فأغروا به الشاه مما أدّى إلى إغلاق الحسينية عام 1973، ولم يكفهم ذلك فحرضوا عليه ليعاد اعتقاله 18 شهر قبل أن يتم الإفراج عنه بعد ضغوط داخلية وخارجية ووساطة من الحكومة الجزائرية. إلى أن ذلك لم يثنه عن إكمال رسالته بالمناداة لتحرير الإسلام الثوري من سلطة رجال الدين ودعوته لثورة على ظلم مهما كان مأتاه مكرراً قولته ” لن أضحي بالحقيقة من أجل المصلحة ” .
إلا أنه أمام مضايقات المخابرات الإيرانية قرر الهجرة للمملكة المتحدة حيث وجد ميتاً بعد 3 أسابيع من وصوله إليها في عام 1977.
وكان تقرير حكومة جلالة الملكة أن سبب الوفاة نوبة قلبية مفاجئة لكن الراجح أن مخابرات الشاه هي التي قتلته .
رحل شريعتي عن عمر يناهز 43 سنة تاركاً 120 مؤلفاً فلسفياً حول نقد سلطة رجال الدين وشعبوية التشيع الصفوي والدعوة للثورة على ظلم حتى أطلق عليه لقب ” عقل الثورة ” و ” معلم الثورة ” رغم موته قبل عامين من اندلاعها.
رغم كل الدراسات التي كتبت حول علي شريعتي إلا أن الرجل لم يوفّ حقه كأحد رواد الإسلام الثوري وأحد أكبر المفكرين في العصر الحديث.
من أهم قولاته :
– “إنّ إسلامنا بدون رجال دين سيرجع نقياً كما هو اقتصادنا دون نفط .“
– “ ما لم تصل الأمة إلى مستوى الإنتاج المعنوي والفكري والثقافي فإنها لن تستطيع أن تصل إلى مستوى الإنتاج الاقتصادي وإذا وصلت إليه فسيكون ذلك في مستوى ما يفرضه الغرب وفي صورة خادعة أي في صورة إستعمار جديد“ .
– ” إنّ الدّين الّذي لا ينفع الإنسان قبل الموت لا ينفعه بعد الموت أيضاً…“