معضلة التوجيه الجامعي

بقلم: خلود الخمّاسي

تتعدد العوامل التي تدخل في مسار تحديد التوجيه الجامعي الذي يعتبره الكثيرون محددا لمستقبلهم خاصة في نظام تعليمي وإداري جدّ متكلس. يحاول الحاصلون على الباكالوريا درس كل المعطيات الممكنة كمجموع النقاط والآفاق المهنية وبعد الكلية عن المسكن (لاعتبارات تكاليف المعيشة) وغيرها.

كل هذه المعطيات توجّه اختيارات الناجحين ولكن أيضا تساهم في تشويش المسار. يطرح هذا المقال بعض التوجيهات التي من شأنها أن تخفف الضغط على طلبة المستقبل.

من المستحسن ترتيب الاختيارات حسب اهتمامات المتوجه ذلك أن دراسة اختصاص يهواه الطالب أمتع وأسهل بكثير. ويمكن للطالب أم يكون محيطا بتفاصيل الاختصاص من خلال شبكة علاقاته المهنية كالأساتذة والكتّاب وأعضاء نواد في نفس الاختصاص و/أو اختصاصات قريبة.

الخطوة الثانية تهدف إلى تحديد قائمة اختصاصات أقصر وذلك حسب متطلبات سوق الشغل عند التخرج وإلى مدى عشر سنوات أو أكثر. يمكن الاستئناس برأي الخبراء خاصة أن المعلومات متوفرة في كل مكان. يمكن متابعة البرامج أو الإذاعات الاقتصادية ويمكن البحث عن معلومات على يوتيوب من خلال المؤثرين ذوي المصداقية. من الممكن الاتصال بمختصين في مكتب التشغيل وسؤالهم عن آرائهم ومقاربتها.

الخطوة التالية هي تحديد قائمة الاختصاصات التي سيقع إدراجها في بطاقة التوجيه وهنا يجب اعتبار عدد النقاط والامكانيات المادية للطالب ومعيليه إلى جانب الاهتمامات ورأي المختصين في التشغيل. والهدف هنا ضمان الحصول على مقعد في اختصاص يهواه الطالب ويمكن أن يدرسه براحة بالمهارات المكتسبة وأيضا أن يكون قادرا على توفير تكاليف معيشته طوال سنوات الدراسة.

من المؤكد أن النظام التعليمي الحالي لا يمكن الطالب من التدارك بسرعة إذا ما أراد تغيير الاختصاص بعد بداية السنة الجامعية. من المهم التفكير مليا قبيل الاختصاص حتى لا يضطر الطالب إلى القيام بسنة بيضاء قبل التكمن من التغيير. ولكن إن حدث ذلك فما من مشكلة، يمكن استخدام الوقت لتعلم مهارات أخرى. تجدر الإشارة أيضا إلى أن سوق الشغل في القطاع الخاص تشهد تحولات كبيرة. يمكن تغيير مجال الخبرة بعد التخرج والالتحاق بخطط عمل مختلفة. هي شبه موضة أو قاعدة حياتية حديثة أن يقوم الفرد بتغيير مكان عمله أو مجاله بعد بضع سنوات.

نشر هذا المقال بمجلّة حروف حرّة، العدد السادس، أوت 2021، ص.11.

لتحميل كامل العدد: http://tiny.cc/hourouf6

Please follow and like us: