فرص التعلم والتدريب للتطور المهني

بقلم: خلود الخمّاسي

إلى جانب التكوين الأكاديمي، من المهمّ الالتحاق بدورات تدريبية من شأنها أن تكفل الكفاءة للالتحاق بسوق الشغل ذلك أن الشهادات الجامعية لا تضمن كل المهارات التي يحتاجها سوق الشغل. قد تتعدد الأسباب وقد يفسح هذا مجالا كبيرا للنقد ولكن الواقع يبقى كذلك. من الأفضل أن يحرص الفرد على التدرب ولو جزئيا خلال سنوات الدراسة وأن يتوّج تخرجه بمواصلة التدرب متى تعطّل الحصول على شغل وحتى بعد الحصول على وظيفة.

خلال سنوات الدراسة الجامعية، يمكن للطالب المشاركة في التظاهرات الجامعية خاصة في ما يتعلق بالتحضير لها أو المشاركة الفعالة فيها. يمكّن تعدد الجمعيات والأهداف التي تعمل عليها من توفير فرصة أخرى للتدرب. بطريقة ما، يقدم الطالب وقته مقابل التدرب لاكتساب بعض المهارات أو تطويرها. لا يهم إن كانت هذه التجارب في علاقة باختصاص الطالب فالغاية هي التمرّس والتعوّد على مناخ العمل.

خلال سنة التخرج أو بعدها يمكن الالتحاق ببرامج أخرى للتكوين تكون في علاقة مباشرة مع الاختصاص لضمان حد أقصى من البعد العملي مما يسهّل فيما بعد عملية الاندماج المهني. ويمكن لهذا الجهد أن يتواصل طوال الرحلة الوظيفية ذلك أن المعارف وطرق الإنجاز تتغير ومن الحكمة التمكن من كل ما يساعد الفرد على أداء واحبه.

هناك مراكز تكوين عامة وخاصة مثلا بالنسبة للغات، حيث يمكن الالتحاق بمعهد بورقيبة للغات الحية الذي يوفر فرصة التكوين في عدة لغات بتعريفة منخفضة كما يمكن الالتحاق بمؤسسات خاصة توفر شهادات دولية في الكفاءة اللغوية. هناك أيضا فرص للتدريب عن بعد. توفّر جامعة تونس الافتراضية مثلا دروسا تكوينية وشهادات جامعية لمنظوريها. وهناك منصات تجمع عدة جامعات تقدم دروس في كثير من الاختصاصات العلمية والأدبية. يبقى الحصول على شهادات التكوين خدمة ذات مقابل مادي ولكن الولوج إلى المحتوى يبقى مجانيا.

فتح انخراط المجتمع المدني والجمعيات في مجهودات النهوض بالمجتمع فرصة التكون في إطارها من خلال بعثات دولية ذات أهداف محددة. تبدو الغالبية متركزة على النشاطات السياسية والتنظمية ولكن هذا ما من شأنه أن يدرب الفرد على التخطيط والانجاز والعمل مع الموارد البشرية.

عندما يكون الفرد مترددا من الأفضل البدء في تدريبات يمكن أن تستعمل مهاراتها في مجال عدة ونخض بالذكر هنا اللغات والإدارة والتواصل.

صدر هذا المقال في مجلّة حروف حرّة، العدد الرابع، جوان 2021، ص.15.

لتحميل كامل العدد :  http://tiny.cc/hourouf4

Please follow and like us: