من سينجح في سوق الشغل؟

بقلم: خلود الخمّاسي

“الأصلح.” هذه هي الإجابة بكل بساطة. كن الأصلح وستضمن شغلا.

ولكن ما معنى أن تكون الأصلح؟ هذا الشرط لا يتعلق كليا بالتحصيل الأكاديمي ذلك أن بعض الأعمال لا تتطلب شهادات والبعض الآخر لن يوفر فرصة استخدام جملة التحصيل خلال التكوين. ومن جهة أخرى فمن تحصيل الحاصل أن يكون الباحث عن شغل ملمّا باختصاصه والأفضل من جوانب عدة. مثلا، يمكن لخرّيجي اللّغات أن يدرّسوا اللّغة أكاديميّا أو مهنيّا فيجب على المدرّس في كلتا الحالتين أن يتقن اللغة وتكون له شهادات جامعية فيها ولكن من المهم التمكّن من متطلّبات التّدريس في السّياقين فالأول نظريّ والثاني تطبيقيّ ويجب أن يكون المدرّس قادرا بوضوح على تمييز خصوصيات كلّ سياق. بغض النظر عن التمكن المعرفي في الاختصاص، على الباحث عن عمل أن يكون ذا شخصية إيجابية ومتمكنا من التواصل بسلاسة وقادرا على مواصلة التعلم.

عادة ما يقدّم الأشخاص الإيجابيون أفكارا خلاّقة إما لحلّ مشاكل موجودة أو لتطوير الممارسات المهنية وهو ما يجعل العمل يتقدم بطريقة أو بأخرى. وللإيجابيين حضور لطيف في محيط العمل مما يؤثر على فريق العمل إيجابيا ويساهم في تكوين فريق متحفّز للتطور والنجاح ونفس هذه الطاقة تجذب الحرفاء والعملاء وهو ما ييسر تواصل العمل.

من الأفضل، بعد التمكّن من المعارف وبناء شخصيّة إيجابيّة، أن يكون الفرد متمكنا من آليات الخطاب والتواصل فذلك يسهّل التعبير عن الأفكار الذاتيّة ويجعل الشّخص واضحا في التّعاطي مع الفريق، كما يمكّن الخطاب الواضح والتّعاطي السّلس من حلّ الأزمات حين وقوعها وحتى تفاديها قبل أن تحدث.

للمواصلة في العمل وخاصة بنجاح، يجب على الفرد أن يكون قادرا على التعلم من عدة مصادر كالكتب والتربصات والزملاء والمديرين وغيرهم وحتى من تجربته الذاتية. بتطوّر الأبحاث، أصبحت المعلومات تتجدد دوريا ومن الأفضل تأمين متابعة دورية لمستجدات الاختصاص حتى يتمكن الفرد من الاستجابة لمتطلبات عمله وبالتالي التحكم في أدائه ومحيطه وهو ما يضمن حدّا أدنى من النجاح.

إنّ النجاح المهني عموما يتطلب قدرة على التأقلم في العمل والإيجابية والقدرة على التواصل والتعلم المستمر وهي جميعا أولى شروط النجاح والقدرة على المواصلة.

صدر هذا المقال في مجلّة حروف حرّة، العدد الثالث، ماي 2021، ص.14.

لتحميل كامل العدد:  http://tiny.cc/hourouf3

Please follow and like us: