ماهو مطلوب من المجلس البلدي بطبلبة
|بقلم: د. عادل بالكحلة
لن أتعامل مع مجلسكم بما هو فسيفساء حزبية، وسياسية، مستقلة وغير مستقلة، أو بما هو ولاء لرأس المال أو ولاء لأوسع الناس. بل سأتعامل مع مجلس بلدي بما هو رهان محلي واحد.
المطلوب منكم الدفاع عن طبلبة دائمة، لا أن تساهموا في في مَواتِ تدريجي لها.
1. المطلوب منكم ضبط كل القرارات والأوامر التي تهم العقار السكني، والعقار الفلاحي، والعقار الصناعي، منذ تأسيس البلدية إلى اليوم، في سجل واحد، حتى نمنع سيرورة المضاربة، والزحف العمراني العشوائي.
2. المطلوب منكم أن تحسموا : هل ستحافظون على المشهد الفلاحي الطبلبي أم لا ؟؟ ذلك المشهد الذي ثمّنه الرحالة الألمان في ثلاثينيات القرن التاسع عشر وأربعينياته، اضبطوا السجل القانوني الذي يهمّه، قبل أن تفكّروا في مصير ” مركز البحوث الفلاحية” ( سانية بياس ) ، ومصير المشاتل الفلاحية الأصيلة، ومصير الإرث الفلاحي، فالفلاح الطبلبي – نفسه – على طريق الانقراض، فضلا عن الظهير الفلاحي الأحباسي ( سابقا ) …
3.المطلوب منكم أن تحسموا أمركم : هل تريدون منطقة ” فضلين” خضراء ومراكز اصطياف وطني ؟ ذلك يتطلب قرارات ” وطنية ” حاسمة وجريئة، في إيقاف الزحف العمراني على “جبل” الفضلين. لا نريد منكم أن ترجعوه مراتع صبانا في “اللعبة الكبرى” الكشفية، ولكن أوقفوا مأساة منطقة الفضلين عند حدّها الراهن، إن كنتم “وطنيين” فعلا.
4. المطلوب منكم أن تنقذوا فورا بحيرة المنستير : لقد كانت هذه البحيرة، في دراسات الجغرافيا التاريخية، أهم فضاء للصيد البحري في البلاد التونسية، وفي الأنثروبولوجيا أعظم مكان مليئ يالأساطير والسرديات، وهي اليوم تقترب كل يوم من الموت أكثر فأكثر، أوقفوا مع البلديات المشاطئة للبحيرة عبث ديوان التطهير ( محطة فْرينة، محطة وادي السوق، محطة الحنشية … ) وعبث رأس المال النسيجي وعبث رأس المال الفندقي، وعبث التربية السمكية التي فاقت الحدود مدمرة الثروة السمكية والنباتية …
5.المطلوب منكم إنقاذ ما بقي من الفضاء التقليدي لطبلبة، انتبهوا للحالة العقارية القانونية لدار سيدي علي شبيل التي تسببت في تشوه حالتها العقارية الأصلية، وانتبهوا للحالة العقارية القانونية لدار سيدي عيا شالي تسببت في بداية انهيارها وهجوم الحشائش والعقارب والأفاعي عليها وبداية تداعي بابها الأصيل، يجب أن تحسموا فورا، والا فهي في طريق السقوط ( رطوبة، فئران، ثعابين، حشائش )، واجعلوها مقرا ثقافيا. عار أن تكون أول دار بالبلدة مرتعا للفئران ! انتبهوا لحال الرطوبة بالمقام نفسه، وإلى الترميم العشوائي لمقام سيدي علي شبيل الذي لم يستشر فيه المعهد الوطني للتراث. انتبهوا إلى حال مقام بومنديل البرجي (بالسوق الاسبوعية )، وإلى حال غار مُسَمَّعْ ( اجعلوه منتزها وذكرى للسور الذي حطمه الجنرال زروق )، انتبهوا إلى ما بقي من مقاصر و”سْبَابِلْ”… ألا يمكن أن تفكروا في إنقاذ لما بقي من طبلبة القديمة ( نواة المسجد الشرقي، نواة حومة سيدي عياش ) فحتى نواة الجامع الكبير تحطمت إلى حد كبير.
6. أوقفوا العبث بالسبخة : راجعوا ما يقول أهل الإيكولوجيا في الدور التوازني للسباخ، حتى تعرفوا أن السبخة ليست مكانا للمزابل ولعبث رأس المال.
7. أرجعوا منبر الجامع الكبير( العتيق ) إلى مكانه ! أرجعوا ساعته ( المنڤالة ) إلى ساحته ( بمساعدة المعهد الوطني للتراث ) ! فهما كل ما بقي من فخر طبلبة التاريخي، بعد تحطم معظم سورها عام 1864 م، وتحطم جامعها الكبير ( وخاصة مئذنته التاريخية التي أتمنى من الرسام عبد الفتاح الغالي أن يعيد رسمها ).
8.اجعلوا رفع القمامة وفق أرقى العقلانيات البلدية اليوم، رابطين إياه بالتنمية المستديمة. أيها السادة ! الوقت صعب جدا … إنه زمن التجذيف ضد التيار، وليس زمن تباه بـ”إيمان” أو “كفر”، أو “حزب” أو “استقلالية” … ليس زمن كبرياء أو عصبية، فإذا سقط السقف سيسقط على الجميع، إلا من كان خارج المنزل، أي في دار الامبرياليات …
[/et_pb_text][/et_pb_column_inner][/et_pb_row_inner][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_4″][et_pb_sidebar admin_label=”Sidebar” orientation=”right” background_layout=”light” area=”sidebar-1″ remove_border=”off” show_border=”on” /][/et_pb_column][/et_pb_section]