في يوم القدس العالمي: تونس تقاوم من أجل فلسطين
|بقلم: آلاء نزار
لا زالت الهجمة العنصرية الصهيونية التي تمارس بحق أهلنا في فلسطين مستمرة من قتل وتهجير قسري وتمييز واعتقالات بالجملة، إضافة إلى السياسة الممنهجة في تهويد القدس وطمس هويتها العربية الاسلامية والمسيحية.
يوم القدس العالمي مناسبة تحيى في الجمعة الأخيرة من رمضان كل عام، دعما وإسنادا وللتذكير المستمر بأن هناك نكبة حلت على الشعب الفلسطيني منذ 1948 وإقامة الكيان الصهيوني (ما يسمى بـ” اسرائيل”) على حساب الدم الفلسطيني وتهجيره من أرضه ونزوحه من مناطق سكانه ولجوئه في مناف مختلفة.
وبما أن هذا العام يصادف الذكرى الخمسين لاحتلال كامل الأراضي المقدسية في نكسة عام 1967 التي هزم فيها العرب وسيطر الكيان على أرض فلسطين بشكل كامل، لابد من الاشارة الى التغييرات السياسية واتجاهها نحو اليمين داخل دولة الاحتلال وبالتالي صعود الجماعات المنادية ببناء الهيكل المزعوم وازدياد الحفريات تحت المسجد الأقصى وتحويله لمدينة سياحية اسرائيلية يروى فيها تاريخ مزيف ومزور لقرابة أربعة ملايين سائح سنويا.
هذه التغييرات يستميت الإسرائيليون كل لحظة في إحلالها لهدم وإزالة كل المعالم الاسلامية والمسيحية والعربية بشكل كامل من المدينة المقدسة وتحويلها عاصمة كاملة الهوية اليهودية الاسرائيلية.
ومع تبدل الموقف الأمريكي وإظهار الدعم للكيان بشكل واضح ودعمه في حقه بإنشاء المعبد المزعوم بات الخطر أكبر والقدس في محنة صعبة وعلى الجميع التحرك لإنقاذ أرض فلسطين وحماية تاريخها الذي هو تاريخ للعرب والأمة جمعاء.
الآن ونحن على أعتاب مفارقة شهر الخير وما يمثله من خصوصية للأمة الاسلامية علينا التنبه بقوة إلى هذا السرطان الذي ينخر جسد أمتنا ويقتل شبابنا ويحلل دماء أطفالنا.
يوم القدس هو حدث سياسي قوي لإيقاظ الشعوب العربية والعالمية بأن فلسطين قضية تحتاج دعمكم، فالانتفاضات التي تتواصل والمواجهات اليومية مع جنود الاحتلال في الضفة الغربية وغزة والأراضي المحتلة عام 48 تحتاج إلى حشد شعبي قومي لكي يستطيع الفلسطينيون الصمود كعادتهم ولا يشعروا بالوحدة والعزلة.
فإضراب الأسرى عن الطعام لنيل بعض من الحقوق الانسانية البسيطة شكّل إحراجا للشارع العربي الذي تناسى القضية الأساسية والعدو الأول للأمة، النظام العربي الرسمي الذي يدفع إلى زعزعة أمن دول أخرى شقيقة لخلق الأزمات خدمة لمصالح أمريكية صهيونية أساسها تفرقة وخراب ودمار ولكن بالرغم من كل التحولات السياسية التي شهدها الشرق الأوسط فإن إحياء هذا اليوم مازال قائما في دول مثل : العراق، اليمن، البحرين، لبنان، سوريا، مصر، تونس، إيران، ألمانيا، السويد، النرويج، أمريكا اللاتينية الجنوبية وفي بعض الدول الافريقية وفلسطين بطبيعة الحال إذ أن هذه المناسبة ليست يتيمة ولا منسية بل تشارك فيها معظم الدول المعروفة بدعمها لنضال الشعب الفلسطيني ودعم محور المقاومة حول العالم وحركات التحرر.
تونس اليوم تقاوم، تقاوم من أجل القدس وفلسطين… تونس سبّاقة دوما لنصرة رفيقة الحب والتاريخ والهم الواحد فكيف نشفى من حب تونس كما قال درويش… إذ ينظم الملتقى الدولي للشباب المناهض للصهيونية والامبريالية ومجموعة من الأحزاب الوطنية والجمعيات كــ ( الحزب الجمهوري – حركة الشعب – حركة النضال الوطني – التيار الشعبي – حزب الوحدة – الهيئة الوطنية لدعم المقاومة – مركز مسارات – جمعية الشهيد البراهمي ) وبعض من المنظمات والشخصيات المستقلة أيام 19 /21/22 من شهر جوان 2017 مجموعة من الأنشطة والفعاليات إحياء ليوم القدس العالمي الذي يحمل شعارا ” لا ارهاب، لا استيطان ،لا تهويد” وسط العاصمة التونسية بما يؤكد على وحدة الشعبين ويجدد العهد للقضية الحاضرة دوما والتي هي تجسيد لمبادئ دأب عليها التونسيون لبيان أن تونس لم ولن تنسى الهم الوطني المشترك للقضية الفلسطينية وتظلّ تحتفي برموزها ومقاوميها ومناضليها ولا يخفى على التاريخ الوطني التونسي مشاركة العشرات من شبابها في النضال جنبا إلى جنب مع إخوانهم على الأرض الفلسطينية.
إحياء يوم القدس يؤكد على استمرار المواجهة ضد الهجمات الشرسة الصهيونية واغتصاب الأرض وأن الكبار حتى لو ماتوا، فإنّ الصغار لم ولن ينسوا أن الحق ينتزع انتزاعا وأن تحرير فلسطين قادم لا محالة ولا بديل عن المقاومة والعمل المسلح لنيل مطالب الحرية وطرد الصهاينة واستعادة كامل الأرض الفلسطينية.
مقال رائع.. وعاشت تونس الشقيقة خير سند للشعب الفلسطيني ولنصرة الاقصي..
دام قلمك عزيزتي