انتخبت…
|انتخب الشعب التونسي ممثليه في المجلس التأسيسي وأسفرت النتائج عن حصول حزب حركة النهضة على 90 مقعدا من جملة 217 يليه المؤتمر بـ30 مقعدا ثم التكتل بـ21 مقعدا تليه العريضة الشعبية بـ19 مقعداً.
لن أدخل في نقاش حول رمزية هذه الأرقام نظراً لكوني قد أجهل حقائق وراء هذه الخارطة السياسية الجديدة لتونس…ولكن بعض التساؤلات قد تجعلنا نفهم أبعاد هذه النتائج.
هل انتخب التونسي بالرجوع في تحديد اختياره إلى الأفكار المقترحة حول الدستور من قبل الأحزاب؟
هل فعلاً أدلى كل منا بصوته لمن رأى فيه كفاءة لقيادة البلاد نحو الأفضل؟
لماذا نطالب الفقير والأمي والعاطل عن العمل بالالتزام بما ذكر سابقاً في تحديد اختياره وهو الذي كره الدنيا و ظلم ولم يجد من قيادات وطنه من يأخذ بيده في محنه ؟
كُرّم الإنسان بأن جعل له عقلاً يميز ويفكر به والحكمة من هذا التكريم هو جعل الإنسان مسؤولاً في هذه الأرض عن خياراته عكس الحيوان الذي ليس همّه،في غياب العقل، سوى تلبية حاجياته الضروريّة . كذلك هو الحال في أي وطن أو أمة، يجب أن تكرم هذه الأخيرة الإنسان الذي ينتمي إليها حتى يحس بأنه ليس مجرد إنسان بل هو مواطن مسؤول في وطنه عن أفعاله وأعماله، وذلك بتلبية حاجياته الحياتيّة، حتّى لا تكون خياراته مجرّد استجابة لهذه الحاجيات، بل اقتناعا حقيقيّا بما هو أفضل لمصلحة البلاد. اليوم اختارت تونس قياداتها بطريقةٍ ديمقراطية وهذا إيجابي في حد ذاته باعتبار أن الديمقراطية تقوم على قرينة (قابلة للدحض) ألا وهي أن اختيار الأغلبية هو الاختيار العقلاني الأقرب إلى الصواب .والمهم اليوم أن يقوم المجلس التأسيسي في صياغته للدستور وحكمه بتمكين كل مواطن تونسي من كرامة تجعله في الانتخابات اللاحقة يدلي بصوته بالرجوع في اختياره إلى معايير موضوعية مرتبطة بمصلحة الوطن، وبذلك يكون اختيار كل مواطن عقلانيا، مما سيجعل من الصعب دحض القرينة سابقة الذكر الّتي تقوم عليها الديمقراطيّة.