” الفريب ” : تسوّق.. وعلاج
|بقلم: عبد الكريم مبارك
استغرق قبول مرافقة حرمنا المصون لدكاكين و”نصب الفريب ” وقتا لابأس به بفضل مناورات راوحت بين الترغيب والترهيب حتى قبلت صاغرا بالوضع.
طقس الذهاب إلى “الفريب ” عجيب وغريب. تتهلل أسارير وجه زوجنا فرحا كلما سنحت الفرصة، تنتشي وتنسى تعب “الكرطابة والقسم ” وهمومهما وتتغير كائنا آخر كأنها ستقصد أرقى محلات الموضة في العالم؟؟
” فرز البالة ” تقنية وموهبة تُكتسب يتجارب السنين، تبدأ العملية بالتقاط كل ما يروق لها لتضعه تحت إبطها الأيسر خشية أن يُخطف بينما تواصل اليد اليمنى رحلة البحث عن الكنز المفقود، في نفس الوقت ترمق عيناها امرأة أخرى فازت بقطعة نادرة تظل تناورها وتحاصرها داعية العلي القدير أن تلقيها لتسرع في التقاطها…
لكن هيهات كلهن “ثعالب ماكرات “…
في الأثناء لا تخلو العملية من التناصح وتبادل الآراء والمجاملات بين الزبائن وهن في الغالب “نساء بلادي “…
ترأف لحالي وتدعوني بديمقراطية كبيرة أن أشاركها الاختيار وأعطيها رأيي في المختار من الغنيمة لونا أو شكلا… وعبثا تأخذ بخاطري وذوقي… إنها ديمقراطية “الفريب “؟؟
تأخذ مكانا قصيّا لتنصب ما جمعته من الثياب بعناية لترتبها حتى تتناسق الاشكال بالألوان وعندما تخال أن العملية انتهت تراها تدخل في مفاوضات شاقة عند عملية الاستخلاص… إذا خسرت التخفيض… ربحت قطعة فوق الحساب؟؟ ولا تحدثني عن فرحتها وقد خرجت منتصرة من هذه الموقعة التي غنمت منها خيرات عميمة.
تجمع غنائمها في السيارة وتصرّ إلحاحا على التوجه صوب أمها وتتعاظم فرحتها عندما تجد أخواتها اللواتي يفترشن المقتنيات فترى علامات الفرحة والبهجة والنصر على الوجوه… نصر على غلاء الجديد من الثياب باقتناء “الماركات العالمية ” بأبخس الأسوام … ولاعزاء للعمولة وجشعها؟؟
تسرع من الغد لآلة الغسيل لتعود هذه الملابس إلى “دورة حياة جديدة ” وما أن يمضي أسبوع حتى تعود أسطوانة : “الأولاد ما عندهم ما يلبسو “؟؟
ربي يقدّر الخير…