منظمة المصالح المتحدة
|إنّ المظالم الانسانية في هذا الكون كانت ولازالت متواصلة من إحتلال وقتل وإغتصاب للأراضي وعدوان دولة على أخرى أو إعتداء جيش على من وكل له حمايته… ثم تأتي مرحلة التنديدات لمن له مصلحة في ذلك أو السكوت و تبرير العدوان لمن رأى في ذلك خيرا له . فكل دولة في هذا العالم تغلب مصلحتها على الأخلاق والفضائل الكونية التي اتفقت عليها الانسانية كنشر السلم وإعانة المحتاج والمنكوب و غيرها من مكارم الأخلاق التي رسختها كل الأديان سواء كانت سماوية أو لا سماوية. ويكفي أن نأخذ مثالين حديثين لكي نرى درجة تجرد ساسة العالم من انسانيتهم و كيف أصبحوا يرون مصالح دولهم فوق كل إعتبار. فاليوم يقتل شعب سوريا وترى المجتمع الدولي منشقا بين مدين لهذا الاعتداء وآخر صامت عنه أو حتى تبريره . كذلك هو الحال يوميا في فلسطين وقد تختلف الأدوار بحيث يصبح من أدان سوريا صامتا عما يحدث في فلسطين… لنتذكر أيضاً ما حدث في اليابان بعد الزلزال المدمر الذي ضرب مدينة فوكوشيما وكيف تسارعت الدول لتقديم الإعانات بشكل مهول في حين أن الصومال يموت اليوم من الجفاف والجوع ولا نسمع بقدوم اعانات ممن تهافت على مساعدة اليابان في زلزالها… هكذا أصبح حال هذا الكون مزدوج الشخصية مزاجياً مادياً. وليست منظمة الأمم المتحدة إلا فضاء تتصارع فيه الدول لتفك مصالحها لتصبح حسب رأيي منظمة المصالح المتحدة. فالأخلاق والقيم الانسانية التي يندم الضمير البشري باعتدائه عليها تتلاشى عندما يتقمص نفس هذا الضمير ثوب السياسي ليصبح بذلك معيار القوة والمصلحة هو الذي يحدد العلاقات بين الدول و لتكون بذلك الشعوب ضحية سياسات اقلية تحكم هذا العالم دون ضمير وتعتبر وصولها للسلطة بطريقة ديمقراطية مبررا لكل ما تتخذه من القرارات المجردة من أي وازع إنساني.