لماذا غيّرت رأيي بشأن فيرغسون؟
|يمكن اعتبار هزيمة مانشستر يونايتد أمام برشلونة ضربة موجعة للشياطين الحمر خاصة وقد جاءت على ملعب إنجليزي هو ملعب ومبلي.
هزيمة 28 ماي جعلتني أفكّر في شيء كنت أشكّ فيما مضى في صحّته. حاولت أن أبرّر موقفي من السير فيرغسون وذلك بعرض بعض الأحداث الّتي شارك فيها مدرّب الشياطين الحمر.
نهائي 1999 ضدّ بيارن مونيخ
لا يوجد أدنى شكّ في كون الفريق الألماني كان يستحقّ الفوز في تلك المباراة، ولكنّ “القوانين الكونيّة” كانت إلى جانب مانشستر في تلك الليلة. كان فوز مانشستر يونايتد باللقب سنة 1999 مجرّد ضربة حظ، بعد هدف ماريو باسلر وسيطرة الفريق البافاري الكليّة على مجريات المقابلة إلى حدود الدقيقة 89. كان بيارن مونيخ فريقا جيّدا آنذاك، ولكنّ مانشستر كان كذلك فريقا بنفس قيمة منافسه ولا شيء يمكن أن يبرّر الأداء المهزوز لأبناء فيرغسون. كان فوز مانشستر، الذي تحوّل إلى نصر أسطوري، هديّة سماويّة بالنظر إلى الظروف الّتي أحاطت باللقاء.
نهائي 2008 ضدّ تشلسي
لم يكن هناك فريق مرشّح للفوز قبل اللقاء. كان كلّ من تشلسي و مانشستر يونايتد على نفس المستوى، فنيّا و تكتيكيّا، والسباق لإحراز لقب البطولة الانجليزيّة كان يبيّن أنّه لا توجد هوّة بين الفريقين. في تلك المباراة، لم يفرض مانشستر نسقه على منافسه وعجز عن تقديم أداء جدير ببطل. كان الحظ، مرّة أخرى، إلى جانب الشياطين الحمر عندما أهدر جون تيري ضربة جزاء ترجيحيّة واختار إهداء الكأس إلى الفريق المنافس.
نهائي 2009 ضد برشلونة
في تلك المقابلة الّتي انتهت بالهزيمة 2-0 ضدّ برشلونة، لم يتعرف أحد على الشياطين الحمر فوق الميدان. رغم أنّ برشلونة لعبت منقوصة من بعض المدافعين، لم يواجه خطّها الخلفي خطورة تذكر طوال المقابلة. وسيطر الكاتالونيون على اللقاء من ألفه إلى يائه. كان أداء مانشستر يونايتد باهتا للغاية في تلك الليلة وفي ما يمكن اعتباره أوّل مقابلة مصيريّة لتلك السنة، خيّب الشياطين الحمر الآمال.
ربع نهائي 2010 ضد بيارن مونيخ
بعد هزيمته 2-1 في الأليانز أرينا، كان مانشستر يونايتد مرشّحا بقوّة للفوز بالنظر إلى الأداء الضعيف للدفاع الألماني وتعويل الفريق كليّا على الثنائي ريبيري وروبن.
بعد تسجيلهم لثلاثة أهداف في الشوط الأوّل، قبل الشياطين الحمر هدفين وكانوا عاجزين تماما عن القيام بأي ردّ فعل يمّكنهم من التأهّل فيما بعد إلى النهائي، نهائي ضد فريق ليس ببرشلونة كان يمكن أن يهدي إلى الفريق لقبه الرابع.
نهائي 2011 ضد برشلونة
كانت المقابلة إعادة لنهائي 2009 ولم يستوعب مانشستر يونايتد درسه. ورغم أنّ جوزي مورينهو أظهر كيف تمكن هزيمة فريق برشلونة (نصف نهائي 2010 مع انتر ميلان) أو كيف يمكن إيقاف تمريراته القصيرة وتحييد ليو ميسي (كما حصل في نهائي كأس الملك هذه السنة)، كان السير فيرغسون عاجزا عن رؤية ذلك. يجب الاعتراف أنّ فيرغسون كان عليه أن يتعلّم من الـ”سبيشيال وان” (حيث تمكّن مورينهو من إغلاق وسط الميدان باستعمال ثلاثة لاعبين في وسط الميدان الدفاعي مع بيبي، خذيرة و ألونسو وذلك لامتصاص قوّة وسط ميدان برشلونة) وكان عليه أن يغيّر نظرته الجامدة لكرة القدم.
اعتاد فيرغسون اللعب بغيغز وكاريك كمتوسطي ميدان دفاعيين، وهو ما كان مقبولا في مواجهة فرق كنيوكاستل وولفرهامبتون. ولكن من السذاجة الاعتقاد أنّ نفس المخطّط كان سينجح أمام العملاق الاسباني. ترك فيرغسون أندرسون، اللاعب السريع وصاحب الفنيات العالية، على البنك وكذلك فليتشر الذي كان يمكن أن يكون الضلع الثالث للمثلث إلى جانب كلّ من كاريك و أندرسون.
الخلاصة:
في كل المقابلات الّتي وقع ذكرها، يوجد عدد من النقاط المشتركة:
– السير فيرغسون لا يستطيع إيجاد حلول في المقابلات الحاسمة، خاصة عندما يكون في وضعيات صعبة.
– لا يفكّر السير فيرغسون كثيرا في طريقة لعب المنافس، إذ أنّ له تشكيلة معيّنة يختارها بغض النظر عن خصائص الطرف المنافس.
– رغم أنّه بقي على رأس مانشستر يونايتد لأكثر من عشرين سنة، عجز السير فيرغسون عن بناء فريق يسيطر على الكرة الأروبيّة، على غرار ريال مدريد الذي فاز بثلاثة كؤوس بين 1998 و2002، ونفس الشيء بالنسبة لبرشلونة بين 2006 و2011 وقبلهما ليفربول وبيارن مونيخ وأجاكس أمستردام
ترجمه عن الأنجليزيّة: حمزة عمر.