وفي كرة القدم فشلنا…
|أسدل الستار على تصفيات كأس العالم لكرة القدم 2014 والتي ستقام في البرازيل و كانت مشاركة المنتخبات العربية في هذه التصفيات مخيبة للآمال إذ أن المنتخب الجزائري هو المنتخب العربي الوحيد الذي سيشارك في مونديال البرازيل كما كان الحال في مونديال جنوب إفريقيا سنة 2010.
هذه النتائج السيئة للمنتخبات العربية في السنوات الأخيرة لها أسباب يمكن أن يكون أهمها ضعف مستوى اللاعب العربي عموماً وخاصة عدم قدرته على الاحتراف في البطولات الأوروبية القوية. ولسائل أن يسأل، لماذا ينجح اللاعب الإفريقي واللاعب الأسيوي بدرجة أقل في الاحتراف في الدوريات الأوروبية ويفشل اللاعب العربي؟ فرغم أن الفرق العربية قادرة على التفوق على فرق إفريقيا و آسيا إلا أن اللاعب العربي عجز عن بلوغ نجاحات في المستويات العالمية.
من بين الفرضيات المطروحة تلك التي تعتبر نجاح اللاعبين الأفارقة أو الآسيويين نتيجة لترعرعهم في أوروبا وبالتالي نشأتهم على قيم احترافية خالصة مما يسهل نجاحهم في مشوارهم الكروي ولكن ذلك لا يستقيم باعتبار أن هنالك العديد من اللاعبين الأفارقة والاسيويين الذين احترفوا و برزوا في أوروبا بعد تجارب محلية كالأخوين كولو و يحيى توري خريجي مدرسة التكوين هفوات بواني من الكوت ديفوار أو اللاعب الياباني شينجي كاجاوا الذي غادر مباشرة فريق أوزاكا لينتقل إلى بروسيا دورتموند ثم مانشستر يونايتد، والأمثلة عديدة. وحتى إذا افترضنا صحة عامل النشأة في بلد أوروبي فإن العرب ورغم تكاثرهم في أوروبا إلا أننا نفتقد للاعبين على مستوى عالمي (بإستثناء لاعب وحيد ينشط في نادي روما مهدي بن عطية أحسن مدافع في الدوري الإيطالي للموسم الفارط) بل أنهم يلجؤون إلى إتباع الطريق العكسي والقدوم من أوروبا للاحتراف في الترجي التونسي (مثلا حسين الراقد و صيام بن يوسف) أو النجم الساحلي (كعادل الشاذلي).
قد يعتبر بعض آخر بأن فشل اللعب العربي يعود إلى عوامل بيولوجية أو فيزيولوجية ولكن ذلك لا يستقيم في ظل نجاح لاعبين أوروبيين من أصول عربية ككريم بن زيمة أو سمير النصري أو مروان الفلاني.
مشاكل فشل اللاعب العربي محيرة نتيجة عدم وجود أسباب مقنعة تحول دون وصوله للعالمية. والجواب الوحيد الذي يمكن أن يكون شافياً لمثل هذا التساؤل هو اعتبار العرب كأمة حاضرة أمة فاشلة. فلماذا سننجح في رياضة كرة القدم التي أصبحت احترافاً تتطلب البذل والعطاء والتضحية والانضباط، وهي قيم تغيب عنا في الحقبة الحالية؟