ليبيا:بنو هلال جدد…
|تتسارع الاحداث في ليبيا منذ 17 فيفري 2011..يوم رسمه الليبيون كتاريخ لبداية ثورة قالوا أنها ستطيح بنظام الحكم القائم في البلاد منذ سنة 1969 أسوة بالتحرّكات الشعبية التي حدثت في تونس ومصر..
الوضع الليبي كان مختلفا عن باقي الدول. إعلاميا، كانت المعلومات متضاربة بخصوص التحركات الشعبية وطريقة تعامل قوات الامن الليبي معها. بعدها طفت الى السطح ظاهرة الانشقاق عن الجيش النظامي. تسارع نسق الأحداث واجتمعت الجامعة العربية لتوافق بطريقة تدعو للاستغراب ( في زمن قياسي تم اتخاذ قرار حربي في وضع حسّاس ) على مقترح حلف الناتو بتوجيه ضربات عسكرية لنظام القذافي ( رحمه الله ) دعما لما سمّي بثوّار 17 فبراير( والذين رفعوا العلم الليبي الذي كان مستعملا خلال الحكم الملكي ).
تدخلّت عدّة دول غربية ( إضافة الى دول عربية ) بطريقة مباشرة في الصراع الذي انتقل من الصبغة الاحتجاجية إلى الصبغة العسكرية ، لتقصف بشدّة أهدافا قالت انها مواقع عسكرية للجيش الليبي ( تم نشر تقارير تابعة لمنظمات حقوقية دولية وعربية تؤكد سقوط عدة ضحايا من المدنيين) بتنسيق مستمر مع ” ثوار 17 فبراير ” ..
سقط نظام القذافي وتم التنكيل بجثته والقبض على رموز حاكمة إضافة إلى ابنه سيف الإسلام والذي ظهر تلفزيا في عدة مناسبات اثناء ” الثورة “.
بدأت فيما بعد مؤشرات التقسيم (تحت مسمّى الفيدرالية كما هو موجود الآن في اليمن والعراق) والتي ظهرت لأول مرة في إقليم برقة الشرقي حيث تمّ الإعلان عن اعتزام تشكيل مجلس نيابي وحكومة تدير شؤون الاقليم بصفة استقلالية عن السلطة المركزية في طرابلس. جنوبا، ظهرت كذلك أصوات تنادي بتشكيل اقليم جنوبي مستقل.
ساعدت على تبني هذه الآراء القبلية السائدة هناك اضافة الى وقودها وهو السلاح المنتشر بكميات كبيرة جدا.
وقد رفضت الميليشيات الانصياع لأوامر وزارتي الدفاع والداخلية بالتخلي عن الاسلحة مقابل دمجها في السلك الأمنيمستفيدة من قوة وتنوع عتادها العسكري في مواجهة منظومة عسكرية وأمنية لم يتم بناءها بعد.
تعددت بذلك عمليات الاغتيال وتبادل اطلاق النيران بين المليشيات ( نظرا لتنوعها جغرافيا وفكريا) من ناحية وبينها وبين السلطة الحاكمة متمثلة في المؤتمر الوطني الانتقالي من ناحية أخرى..
شعبيا، عبّر جانب كبير من الليبيين عن غضبهم تجاه ممارسات الميليشيات والفوضى السائدة في البلاد وضعف السلطة الحاكمة التي عجزت عن تسيير الامور..كل هذا يحدث في ظل نهب الثروات الليبية من طرف دول قالت أنها قدمت لمساعدة الشعب الليبي حتى ينعم بالحرية والعدالة.. ( تم تسجيل عدة صفقات مشبوهة تخص اعادة الاعمار واستغلال النفط )..
اليوم ليبيا مهددة بالتفتيت والانهيار التام الذي سيمهّد لاستعمار عسكري قادم ليمتصّ ما تبقّى من ثروات نفطية وغيرها.
اليوم ليبيا يقتتل أبناؤها من أجل الغنائم…
اليوم ليبيا تتألم…