تعازينا إلى أهل الحمار
|تعازينا إليكم
هذه المأساة عظمى
هذه المأساة داهية نآد
هي المصيبة وهي من جلل الخطوب
ولا كلام نقوله يكفي
فقد مات الحمارُ
***
وإن شئتم تحري الصدق،
ما كان الضحيّة غير جحش
قد تنازعتم وكاد الريح يذهب عنكمُ فرأيتموه
ناهقا أبدا بلا صمت
ولا تدرون كيف أتى
فصحتم قائلين: الآن قد ضحك النهارُ
***
ركبتم فوقه أنتم جميعا
تحملون الجهل والخيلاء والبغضاء والجشع المقطّر
تحت أطنان الشحوم وأبحر الشهوات
كيف لا تهوي البهيمة تحت ذلك كلّه؟
سلّمتمُ رسنا لأربعة، وإنّ قلوبهم شتّى
فكلّ قاده حيث البوارُ
***
تباكوا فوق جثّته
و قولوا بعض شيء عن غضاضة عمره
مع رشّة تحكي تأسّفكم
وقطرة ثورة مزعومة
لا تنسوا التهم العظيمة للرماية في وجوه الآخرين
فذاك ما شئتم، وقد رفع الستارُ
***
يقول البعض: لم يمت الحمار، ولا يموت
كذاك تخريف العجائز
لا يرون الحقّ والجثمان ملقى نصب أعينهم
فأخبرهم رسالة شاعر فحل قديم:
أمّ عمرو فوق ظهر حمارنا ذهبت
فلا رجعت ولا رجع الحمارُ