رسالة إلى رضيعة على قارعة الحرب
|[et_pb_section admin_label=”section” fullwidth=”off” specialty=”on”][et_pb_column type=”3_4″ specialty_columns=”3″][et_pb_row_inner admin_label=”row_inner”][et_pb_column_inner type=”4_4″ saved_specialty_column_type=”3_4″][et_pb_text admin_label=”النص” background_layout=”light” text_orientation=”right” use_border_color=”off” border_color=”#ffffff” border_style=”solid”]
بقلم: صفاء الخرشاني
لعل الحجر أرحم من البشر ولعل الرصيف أدفأ من قلوب البعض ففي حال كهذا لو كان الأمر بيد الحديد للان ولو كان بيد الجليد لذاب ولو كان بيد الحجارة لتشققت ولو كان بيد الجبال لتصدعت، لكن الإنسان فاق كل المقاييس في البطش والقسوة.
فما له من تصنيف في سلم ”موس” لقيس الصلادة ولا في سلم لقيس الهزات الشعورية ووخزات الضمير لو خمن”رختر” في اختراع كذلك ولعجز بوفورت عن قيس الأعاصير لو احتجت الطبيعة إزاء ما يحدث.
لك الله أيتها الرضيعة يوم أن ذهلت عنك أمك إما موتا أو هربا في يوم أشبه بيوم الحشر والفزع الأكبر، يوم ذهل العالم عن الأبرياء والمساكين الضعفاء كي تُرفع راية القتلة وكي يفاوضوا في أساليب القتل أيها أجدى وأيها أضمن للتنكيل والتشريد خدمة لعبدة
الكراسي الصعاليك محولي وجهة إرادة الشعب، قطّاع الديمقراطية والبر والإحسان.
لك الله يا من أُصيب قلبه بالشيخوخة المبكرة ليعيش في غضون أيام الحصار وبراميل الدمار كوابيس من عمَروا ألف سنة.
تراوحين مكانك بين الموت والدم والهدنة والإجلاء، والبحث عن اللجوء والقفز فوق الأشلاء ومعاقرة رائحة الموت حدّ الثمالة وحدّ أن يُرى الناس سُكارى وما هم بسُكارى.
لك الله يا من اصطفاك الله إما للشهادة وإما لتلقين النَاس درسا في حب أوطانهم بنبذ الخونة وعشق الحرية.
شكرا يا من زلزلت عروش الخوف فينا كي نطرد الفساد والمفسدين ولكي لا نكرر مأساتك بيننا ولكي ننسف وكر الفتن.
أنت اليوم ذلك الفارس الذي سينقذ ضمائرنا فلأمة نائمة والكل نيام.
أنت اليوم عازف المزمار السحري وحتما ستجبرين الجرذان على مغادرة مدينتك، ستُشعل صورتك لهيب الغيرة فينا وبصيص ضمير ممرغ تحت الخضوع ضُربت عليه الذلة والمسكنة.
حكايتك أغرب من حكاية جلفر في بلاد العمالقة وأليس في بلاد العجائب فبلادك مصممة على إراقة الدماء ووأد الأبرياء ونصرة الأعداء لدرجة أن دراكولا لم يعد يُصنف مع الغول والعنقاء بل حقيقة يعجز الخيال عن نعتها أودت بالمنطق والمعقول.
استفحل القتل في بلادك بلا هوادة حتى لم يعد بالإمكان دحض أسطورة مصاصي الدماء.
مهلا ستتنفسين الصُعداء وستحاربين العُملاء، كقطعة سُكر سقطت في الماء ستُضفين حلاوة إلى حناجر الثوار الأحرار.
يا من تُركت وحيدة لتُنازل الأبطال ولتتلقى اللكمات يا من حُشرت مع الضواري في مسرح غاص بالمتفرجين الكل يهتف بلا استحياء لا فرق بين الجلاد والضحية.
عميان أمام اختلال موازين القوى وفظاعة الذبح والتعذيب والإزدراء بأرواح البشر
حرب عالمية طاحنة اختزلت رقعتها الجغرافية في أرض الصالحين والأنبياء
سمعنا كثيرا عن مأساة كربلاء غير أن ما حل بمدينتك فاق كل بلاء
لا شيء يستدعي استدارة حنظلة ولا شيء يستدعي وقوفك مذ جلست القرفصاء
ولا شيء يستدعي تحديقك في أعين المتخاذلين الممارسين عمالتهم والمبدين في ذلك أحسن بلاء
لك منا تحية ووعد بالثأر لن نطيل الصمت أكثر لن نبالي بالجزاء
سنكسر حاجز الخوف المكبل للعقول والنفوس والإرادة والإباء
سنقاتل النفس التي تآمرت مع الأعادي كي يُداس الكبرياء
كي تموت في شقاء كي تعيش في رياء
سننتصر يوما ما سننهي الشرود والقعود ونعيش في رخاء.
[/et_pb_text][/et_pb_column_inner][/et_pb_row_inner][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_4″][et_pb_sidebar admin_label=”Sidebar” orientation=”right” background_layout=”light” area=”sidebar-1″ remove_border=”off”] [/et_pb_sidebar][/et_pb_column][/et_pb_section]