استوديو
|[et_pb_section admin_label=”section” fullwidth=”off” specialty=”on”][et_pb_column type=”3_4″ specialty_columns=”3″][et_pb_row_inner admin_label=”row_inner”][et_pb_column_inner type=”4_4″ saved_specialty_column_type=”3_4″][et_pb_text admin_label=”النص”]
بقلم: الطيب عبد السلام
– إلى هنا تنتهي أمسيتي معكم مستمعينا الأكارم ليواصل الزميل الطيب عبد السلام تقديم بقية السهرة.
ترمقهُ بابتسامةٍ شاكرة!تودعهُ بحفاوةِ سجينٍ يودعُ صديقهُ المفرج عنه.
بات الاستديو الأن برمتهِ ملكاً لك!! أجل، ستةُ مايكرفونات جميعها تحتَ أمرِ جنابك!! لو أنك تملكُ ستة السنة لأدرت أجمل حوارٍ في الكون! أنا وأنا وأنا وانا وأنا وأنا وكلُ واحدةٍ منها كفيلةُ بمناقضة الأخرى ومحاورتها.
تجلسُ فوق الكراسي كلها!! كرسياً كرسياً! تنتابُك رعشةُ الضيوفِ الأولى وهم يهمون بلعق حلاوة مايك الذي لطالما تعلقوا به في أحلامهم.
المكانُ حميم ولكنهُ بارد في أغلبِ الأوقات! على يسارك هاتفُ مجاني ميت،فمنذُ أن رحل صوتك فقدَ الهاتفُ حرارتهُ وكذلك قلبك.
تشغلُ موسيقى شجية على الخلفية، تستعدُ للدخولِ على الهواء لتقرأ ورقتك المنمقة ولتستعرض برامج السهرة! تعدلُ عن قرارك هذا في آخر لحظة. لستَ في مزاجٍ جيد للحديث مع أحد وخصوصاً أنك مؤمن أن الإحساس السيّء يستطيعُ التخفي في صورة الصوت وبين أحرف الموسيقى، وأنت في غنىً عن إيذاء احدٍ لا تعرفه ربما يشعرُ بأن الإذاعة في مزاجٍ سيء.
يدورُ حوارُ خافتُ بينك والهاتف!! تتمنى لو يرمي في شباكك إحدى المسهدات لتقتسم معها الليل وتغني لها بأصوات كل الفنانين وتخرج من قيدِ الوقتِ وروتينه لسعةِ الأنس وحنينه.
لكنها عادتك التي لن تعدل عنها! أو للدقة هي التي لن تعدل عنك! يظلُ محيطُ خياراتك ضيقاً بقائمةٍ معينة تنطبقُ على تلك التي كانت تقاسمك بصمتها كامل الكلام.
هكذا أود أن أموت
في العشقِ الذي أكنه لك
كقطعِ سحابٍ تذوبُ في ضوء الشمس..
تردد في سرك: إنك أيها المازوشي القاتلُ لأبيه تدمنُ جلد الذات! تعشقُ التراجيديا !تحبُ دور الضحية.
تتذكرُ أحدهم حينما يقولُ لك : اعمل حسابك يا الطيب الإذاعة دي فيها أشباح بالليل.
بقدرِ ما تضحكك هذه الرؤية بقدرِ ما تثير تأملك وتفكيرك!! تقول:
– لا شك أنهم لو وجدوا سيمحون عني وحشتي!!
لكن ماذا لو أخذوك إلى عالمهم وتركوا جسدك مشغولاً بالدورانِ في ذاتِ المكان!!
تطفئ الأضواء!! تأخذ الاضواءُ الحمراءُ المتناثرة المبهمة في قوة الإضاءة معناها وتستعيدُ رجولة ضؤئها.
تغلقُ عليك الباب، تختبئ في مكانٍ ما بحيثُ يصعبُ عليك حتى أنت إيجادك!! أو لعلك جلستَ على الكرسي الدوار مستمتعاً بهذا الجو الشاعري المفاجئ وأنت تصيخُ سمعك للموسيقى المغناة.
من خلف شباك الزجاج تبدو لك أطيافهم “أبو الخلد” وبنقو” و”بخيتون” يعملون في اهتمام ومحبة!!
هم لا يعرفون أنهم حينما يعودون إلى البيت تأتي أطيافهم الليلية لتقلدهم عند الليل.
المكتبُ أمامك فارغ ومحكم القفل!! لكن ماذا لو أن احدهمُ خرج من تحتِ الكرسي وارتسم أمام شباكك الزجاجي!! ستجنّ ولا شك!
– اكتر من كدا؟؟ يقول المايك الرابع على يدك اليسار.
تصيخُ سمعك إلى أنواتك المبعثرة حول المايكرفونات تراقب خيالاتك هذه من دون أن تشي بهمسة!! أو ربما وشت ولكنك لم تسمعها!! هم مثل الدلافين يتحدثون فيما بينهم بموسيقى خاصة! بينما تظنُ أنهم لطفاء بحركاتِ زعانفهم المرحة يكونون هم قد أوقعوا بك بينما أنت تنظرُ إليهم في تبله ومرح.
– المستمعون الأعزاء!! الساهرين على أثير امدرمان اف ام مية سهرةُ سعيدة أتمناها لكم مع منوعاتنا الموسيقية، ونبقى مع أول الحانِ هذه الفترة وأغنية “قلبي مالو اليوم”..
كل هذه الروادي التي أعدت إليها الحياة بصوتك هذا لا تعرفُ انك رادي وحيد يستمعُ إلى الأغنيات التي يبثها ليخفف بها عن وحشته!! تلك الروادي المتناثرة بين الوهاد والجبال! بين الصحارى والغابات والرمال! فوق رؤس الاشجار!عند البحر وعند النهر! كلُ تلك الروادي المنصتة في خشوع كتناثر الأثر لقصاص الأثر! كل تلك الروادي تنتظرُ صوتك ليؤنسها!! بينما الرادي الأكبر ينتظرُ صوتِكِ الخجول ليسكب على أذان الروادي الصغيرة القلقة صوت المحبة.
يراودك النعاس! تنظرُ بأسىً إلى الهاتف! تقول : لو انك تنوين!! لو انكِ تنوين.
تنام، لم تعدُ تحلم بشيء فقد حققت حلمك كاملاً!! أن يستمع الناس إلى الأغنيات بمزاجك!! مزاجك المأتمي المغبر! تضعُ رأسك على فرشة الاستديو، تتخيلها أريكتك الدافئة وتتوقُ للخلاص بأيّ ثمن.
إنها ما زالت الرابعة!! تبقت ثلاثُ ساعاتٍ كاملة وباهظة! تخرجُ إلى حوش الإذاعة!! الفارغِ إلا من هواء في عز صباه يؤرجحُ أزهار نخيل الزينة ذات اليمين وذات اليسار!! برفق يتدخلُ شفق الشروق الأحمر في الأمر!! يا لهُ من منظرٍ مهيب!! ويا لك من راديو وحيد.
تحملُ حقيبتك! تقطعُ طريقاً طويلاً ناحية البيت!! تبتسم، ربما رأتك هي خارجاً من العمل في طريقها إلى العمل!! تماماً كما يحدثُ كل يومٍ بين الشمسِ والقمر.
[/et_pb_text][/et_pb_column_inner][/et_pb_row_inner][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_4″][et_pb_sidebar admin_label=”Sidebar” orientation=”right” background_layout=”light” area=”sidebar-1″ remove_border=”off”] [/et_pb_sidebar][/et_pb_column][/et_pb_section]
الطيب عبدالسلام (الحلزون) الفتى الأبنوسي القلق، شكراً لهذا الجمال إذ إخترقني أثير بثك عبر محطة بعيدة بعيدة ومشتهاة.. لك السلام ولأثير راديو البيت السوداني ومايكاتك الست دشليوووووون سلام.
جميل العزيز الطبب ومزيدا من التقدم والابداع
شكرا الاحباء الاعزاء :
بدر الدين فرو
عماد الجيلي
كل الحب بوطن حداثي و حر