الضوء الصارخ
|طوّقني يا قلم كما تريد…أنت طوق نجاتي من الغرق في الحزن الذي يجتاحني ويجتاح عدسة كاميرتي .
أصبح للضوء في بلدي وقع الصدمة… يذهلني بوجعه مثلما يوجعني تجريح الشوك في أقدامي الحافية… أتعذب شوقا كي ألبس نعلا يغلف تلك الاقدام.
يشع بلدي بنور كهربائي غير اعتيادي الى حد انعدام القدرة على النظر…تتلاحق الأحداث بسرعة تشلّ قدرة الذاكرة على التخزين .
ما من خبر مفرح أو مطمئن… الكل يهرول في اللااتجاه علّنا نجد طريقا يوحدنا وينقذنا من انفجار مفاجئ لأي لغم من الالغام… حتى نستعيد القدرة على النظر والتدقيق في وجوه بعضنا… وجوه شاحبة لم نألفها…مجرد خطوط بلا معان .
أصبحت الصورة مشوشة غير واضحة… السؤال يطرح: إلى أين؟… نبحث عن مخرج …عن منفذ حتى نجد النور الطبيعي… حتى لا يكون الضوء الصارخ في الصورة طاغيا إلى حد تمّحى معه كل الإيقاعات و الخطوط و الألوان .
فقدت الأوتار أوزانها… يجرح مسامعنا النشاز… لم نعد نميز أو نتذوق حلاوة الايقاع… أين تلك السمفونية المتوازنة التي تخاطب ارواحنا فتطهرها وتطير بها نحو افق ملؤه الصفاء؟ حياتنا صخب… إرهاق لإحساسنا المرهف…لم تعد لموسيقانا الحالمة معنى… لم يبق سوى القول: إلهي، متى نجد للموسيقى بحياتنا الجديدة طعما؟