الجيش السوري الحر..إلى زوال
|منذ انطلاقة الأزمة السورية، تم تشكيل حركة مسلحة تبنتها المعارضة المسلحة وسميت بالجيش السوري الحر..في إشارة إلى جيش مواز للجيش النظامي..
هذا الجيش تم تشكيله حسب ما يقول قادته ، من ” جنود انشقوا عن الجيش النظامي احتجاجا على قتل المتظاهرين “.. مهمته في البداية كانت دفاعية، بمعنى تأمين المتظاهرات المناوئة للنظام ثم تحول سريعا إلى فصيل هجومي بعد تحصله على اسلحة نوعية من صواريخ وراجمات ومتفجرات..
ما ساعد على صموده إلى حد ما، هو سيطرة عناصره على المعابر الحدودية مع تركيا..هذه الاخيرة لعبت دورا أساسيا في دعم الجيش السوري الحر..
لكن أمام عجزه عن الحاق هزائم مهمة بالجيش العربي السوري ، استنجدت الدول الغربية وحلفاؤها في المنطقة بعناصر محسوبة على تنظيم القاعدة أسست في مرحلة أولى تنظيم جبهة النصرة بقيادة المدعو أبي محمد الجولاني..هذه الحركة المسلحة خطفت الاضواء من الجيش السوري الحر وحققت بعض الانتصارات ميدانيا نظرا لخبرة مسلحيها ( شاركوا في حروب في العراق وأفغانستان والشيشان..) . لكن أمام عجز هذه الجماعات عن الإطاحة بالنظام السوري، تم الزج بعناصر تنظيم القاعدة بالعراق ” الدولة الإسلامية في العراق والشام ” في المعركة للاستفادة من قدراتها التفجيرية في أماكن حساسة في دمشق وغيرها من مناطق النفوذ السوري النظامي..
نظرا للاختلاف الأيديولوجي البيّن بين التنظيمات السلفية الجهادية التي تؤمن بضرورة إقامة دولة الخلافة انطلاقا من سوريا وبين الجيش السوري الحر الموالي للائتلاف السوري المعارض الذي يدعو إلى دولة ديمقراطية مدنية، هذا الاختلاف إذا أضفنا إليه التنازع على أماكن النفوذ، أوقد معركة تسارعت وتيرتها في الآونة الاخيرة بين تنظيم ” داعش ” والحر..و صارت مناوشات حتى بين ” داعش ” والنصرة رغم التقارب الفكري..
خسر الجيش الحر عدة ألوية منها ما انتقل الى صفوف النصرة أو ” داعش ” ومنها من خيرت تنظيم فصيل مسلح جديد أطلق عليه جيش الاسلام..
تلاشى حضورالجيش الحر الذي كان بارزا في الرقة وأرياف حلب وادلب ، إضافة إلى خسارة قاصمة للظهر للمعبر الحدودي مع تركيا..وقد قامت تركيا مؤخرا بغلق المعبر في وجه المقاتلين السلفيين بعد ان تم تهديدها علنا بإشعال فتيل الحرب داخل شوارعها..
لا يستطيع أردغان إنقاذ حليفه ” الجيش السوري الحر ” بعد أن انقلب الوضع الميداني ضده..و من المؤكد أنه سيسعى لمنع تسلل مقاتلين سلفيين الى اراضيه ولما لا شن هجومات استباقية عليهم ( وهنا نشير الى مناقشة البرلمان التركي لمسألة توجيه ضربة عسكرية لمسلحي داعش والنصرة )..
و في خضم هذا التناحر بين المعارضين لنظام الاسد، نشهد ميدانيا تقدما ملحوظا للجيش العربي السوري مستفيدا من صراع ” الأصدقاء ” ..
المعركة المقبلة ستكون الأعنف والحاسمة في اعتقادي بين الجيش النظامي والتنظيمات السلفية..