ثنائيات: بين لحن السكون وألم الفراق..
|بقلم أنيس عكروتي وأحلام علوي
فلنتحدث قليلا ياهذا.. عما يراودني من بكاء وعما يراودك من ألم فلنتحدث دون كلام، فقد حرم الكلام بيننا.. منذ سنين صغري ومنذ العدم.. لازلت الذكرى تنبت ههنا فوق جيدي.. تحفر كل جزء من وريدي.. لازلت الذكرى تؤمن أنها فتاكة.. فتك القلم.. لازالت أشدو ولازلت تشدو نشيد وصل لم يرم.. ولازلنا نتقن فن السكوت وأنينه ودموعه وحنينه…فن السكوت فن ضرم.. ولازلت تراقبني من بعيد.. رويدك لا تقترب.. غيرني الزمن وغيرني الألم وغيرني البكاء وغيرتني كل أركان الوداع.. فرويدك لا تقترب.. فلنتحدث قليلا.. عما فاتك وعما فاتني وعن سنين مرت ووداعنا فيها علم.. فلنتحدث دون كلام فكلامي قتل للذاكرة وكلامي فتك بالأعين الساهرة وكلامي نفر لا جذب وكلامي أحلام راحلة وكلامي يحيي أوجاعا وكلامي رمز لا يفهم.. اعذرني فالقسوة صارت منهاجي وكلام صار كأمواج.. لا تحمل غير الأشواق.. ولا تضرب شاطئ غيرك ياشاطئا صرت بلا بحر يعلم.. اعذرني فالقسوة صارت تاجي.. اعذرني لم أتقن إنتاجي.. اعذرني لن نتحدث لن نتحدث فلساني منذ رحلت أعلن حينها أنه أبكم..
*****
سألت الله أن يطلق لسانك..لينحت شهدا..ليرسم لحنا..ليرقص طربا..ليشدو نغما..ليقطف زهرا..ليبحث عن فؤاد عليل..يتعلق بطوق نجاة..تحت همسات المطر..و نغمات الشجر..
صمتك يخيفني..ولكنه ساحر..وجدتي علمتني أن السحرة مخيفون..سأدعكِ الآن لوسادتكِ الخَمْلية وأحلامكِ الوردية..لسكونك الطفولي في زمنِ الهمجية..سأدعكِ الآن في هدوء..فلتنامي هانئة..كزهرةِ نرْجِسٍ في أُمْسِيَّةٍ صيفية
أما أنا . .
فسأظلُ أراقبُ النجماتِ التي تحرسك..أخشى أن تغفو إحداها..أن يغلبها النعاسُ فيتسلل القمرُ ليسترقَ النظرَ إليكِ..أو تتسللَ نسمةٌ باردةٌ لتداعبَ خصلاتِكِ فتؤرقك..سأظلُ أحادثها وتحادثني..أُؤْنِسُها وتُؤْنِسُني..أشكو لها وأسمع شكواها..فكلانا في الوجدِ سواء
قلت لن نتحدث.. وأقول إن الأرواح ستتلاقى وتحدثنا عن حكايات الشوق..