الخربشات الأخيرة…
|[et_pb_section admin_label=”section” fullwidth=”off” specialty=”on”][et_pb_column type=”3_4″ specialty_columns=”3″][et_pb_row_inner admin_label=”row_inner”][et_pb_column_inner type=”4_4″ saved_specialty_column_type=”3_4″][et_pb_text admin_label=”النص”]
بقلم: أحلام صغيرة
تتقلب في فراشها يخيل إليها أنها تودع العالم لآخر مرة ،تتراءى لها ذكريات العمر في تلك اللحظة، ترى وجها لا تعرفه ولا تعرف عنه شيئا ،لم تتمكن من التعرف عليه في هذا الظلام الحالك الذي يحيط بها، تشخص عيناها بهذا الوجه لعل الملامح تتضح أكثر، تحدق به تتأمله لكن الظلام الحالك يحولها في كل مرة دون تمييز ملامحه. ظلام أحاط بها سنوات، منعها من رؤية كل ما يدور حولها فقط هذا الوجه ما انفك يزورها دون أن يفصح عن ملامحه ويعذب ذاكرتها دون جدوى ،أحيانا يتهيأ لها أنه وجه رافقها أيام صباها وأحيانا أخرى يخيل إليها أنها أمام شبح الموت.
لم تجد سبيلا لتعري هذا الوجه الهلامي،تحولت زيارته لها المفاجئة هاجسا يؤرقها. لماذا لا يغيب هذا الوجه عن هذا المكان الموحش ؟ ما باله صامتا لا يفصح عن أسراره ؟يبدو أنه حبيس المكان مثله.ا قد يكون لروح تائهة ضلت طريقها ولم تقدر على الاستقرار بمكانها.
و ما أدراها أن هذا الشكل الذي تراه وجه؟ فقد يكون مجرد شكل ضبابي نسجته مخيلتها وسط هذا الظلام الحالك، هذه المخيلة ما أبخلها لم تجد عليها إلا بوجه دون ملامح لا روح فيه يختلف عن كل الوجوه.
و إن سئمت هذا الوجه البائس الذي يزورها متى شاء فهي ممتنة له يؤنس وحدتها وهي طريحة الفراش فلولاه لبقي الظلام الحالك وحده الذي يرافقها أيامها الأخيرة.
في هذه اللحظات الأخيرة فقط أدركت الحقيقة وخطت هذه الخربشات الأخيرة ” لا أحد يتخيل هذه النهاية أو يتمناها لا أحد بمنأى عنها أو يجزم أن القدر قد أعفاه من مثل هذه النهاية. أدركت هذه اللحظة فقط أن هذا الوجه الذي يلاحقني …” .
كانت كلماتها الأخيرة مبهمة أي خربشاتها الأخيرة التي خطتها بخط غير مقروء خطتها بيد مرتعشة واهنة آخر رسالة تركتها بعد رحيلها تعد وثيقة هامة بالنسبة لورثتها الذين اجتهدوا في فهمها وتأويلها.
لكن هذه الكلمات المبهمة بقيت مجهولة مثلما كانت حياتها غامضة مليئة بالأسرار. كل ما يعرفه عنها أهل الحي أنها سيدة وحيدة كتومة فقدت ابنها الوحيد في مطلع شبابه المبكر لا يزورها من الأهل أحد، فأخوها وأبناؤه لم يكلفوا أنفسهم يوما عناء السؤال عنها.
[/et_pb_text][/et_pb_column_inner][/et_pb_row_inner][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_4″][et_pb_sidebar admin_label=”Sidebar” orientation=”right” background_layout=”light” area=”sidebar-1″ remove_border=”off”] [/et_pb_sidebar][/et_pb_column][/et_pb_section]
أسلوب مميز! أطلقي العنان لأحلام المبدعة الكبيرة فيكِ..