ولأنّي أحبّك
|بقلم: ملاك عويديدي
و لأنّي أحببتك… أحببت بلدا لم أزره… وأحببت فريقا رياضيّا لم أعهده… حفظت أسماء الأنهج والطّرقات والأحياء والجامعات وعرفت أسماء المأكولات وطرق الإعداد… ولأنّي أحببتك كانت كلّ ليلة روحي تسافر إليك وكلّ ليلة تطلّ تطمئنّ عليك… ولأنّي أحببتك وأبناء وطنك وكلّ الكلمات والعادات والتّقاليد لعرشك… زاد غبائي وزاد حيائي وقلّ دهائي… نسيت أنّ لي عينين ووجنتين… نسيت العدّ والحساب… وضعت مع الكلمات… كلّ الكلمات كانت لك… ولأنّي أحببتك وضحكتك وصوتك وجدّيّتك وهزلك وكنت تكبر معي وأنا أكبر معك وكنت أستفزّك وتعاتبني خوفا من فقدي أم شوقا لي… وكان حزنك يؤذيني وضحكك يشفيني… ولأنّي أحببتك… حين أقولها تنتهي بعدها كلّ الكلمات.
ولأنّي أحبّك… بنيت معك جدران البيت وسقفه وزواياه… وأثّثت معك وروده وعبقه وحناياه… ولأنّي أحبّك… عشت معك اللّحظات… وضحكنا وطرنا وكانت الحياة… ولأنّي أحبّك… أذكر جلّ اللّحظات في صمت… وأنسى كلّ اللّحظات حين الموت… أموت حين لا أذكرك… وأموت ألف مرّة حين أذكرك… ولأنّي أحبّك… رفعت يديّ إلى السّماء حين المطر… وأنا أعلم أنّ الدّعاء في المطر مجاب… وكتبت أنّي أحبّك… وشدّتني عبرة إذ أطلت النّظر… ورأيت من بعيد مجيء الأحباب…
وكنت أدمدم أغاني الشّوق الجميلة بعنف… وكنت أضمّ حروف الرّومنسيّة الكسيرة إلى صفّي… وثارت الحروف وثار الحبّ وابتعدنا وكدنا ننسى… وكنت أكتب في مسودّاتي إلى الرّجل الّذي أكرهه وأنا أكرهك…
أكره صورتك وأرسمها… وأكره مشيتك وأتخيّلها… وأكره صوتك وأقلّده… وأكره فكرك وأتّبعه… وأكرهك أنت حبّا فيك… لا أستطيع أن أعبّئ صفحاتي حزنا حين غادرتك بقلب دامع… ولا أن أسطّر لكتاباتي لحنا يملؤك وتملؤه المواجع… لم أكتب… ولم أغنّ… وكلّ الصّور كانت تراودني وتجتازني… وكلّ السّواد كان يملأ العيون ويغيّم… يهتف بالفرقة والألم… حين يغيب شخص كان أحبّ خلق الله إلى قلبي…
أنت لم تنس… أنت تحبّني وتراضيني وتغار جدّا من ريح تلامسني… ولأنّي أحبّك… كنت أسأل خلاّنك سرّا بحثا عنك عن حالك عن أيّامك… ولأنّي أحبّك… كنت أبتسم حين أشتمّ ريحك وأخال صحبتي يسري طيفك… ولأنّي أحبّك… كنت أجري إليك أخبرك بنقاط حياتي بقدر لهفتي وتوقك…
ولأنّي أحبّك… تركتك… لا من أجل شخص آخر ولا من أجل العمل والمال ولا من أجل حزني حين أفتقدك… تركتك لأجل تلك الذّكرى الجميلة وتلك الابتسامة الجميلة وذاك الأمل الجميل… ولأنّي أحبّك… تخفي حبّك عنّي وتجاهرني بأخطائي… أنا لا أعرف… أنا أطلب المستحيل… ولي ربّ ما له مستحيل… ولأنّي أحبّك… كانت قطرات دمعي لذيذة وكانت دماء الجروح تدغدغني وكانت الإغماءات والحوادث تسكرني… فأكتب لك.
ولأنّي أحبّك… ألغيت كلّ مواعيدي… نسيت كلّ صحبي ونسيت حتّى أسفاري وكتبي… ولأنّي أحبّك… حرت في هواي ونشيدي… كتبت عن حبّي كلّ غنائي وكلّ قصيدي… ولأنّي أحبّك… ظننت أنّ الحبّ يصنع المعجزات ويحطّم المستحيل وأنّي حين سأقول لهم أنّي أحبّك سأمتلك العالم وأنت… وصدح صوتي بحبّك وامتلكت العالم كلّه إلاّ أنت.
ممتازة جدّا صديقتي واصلي
انت الحب الكل رغم المشاكل مشاالله عليك ملوكه وااصل
ي….ن