رجل على حافة البحر
|بقلم: حمزة عمر
يستيقظ الرجل الغريب مطالعا أيّامه
في شارع يخلو من الأضواء يمشي
“علّ هذا اليوم يومي”، تمتمت أنفاسه
أقدامه تقفو خيالا غير مرئيّ
أحسّ وجوده في كلّ يوم عاشه
كم خاف من كلماته
(همسٌ بلا شفاه)
يبلغان الحدّ بين الرمل واللا حدّ
ينظر في اتّجاه الشمس
يرمي بالحجرْ
تغشاه صورة وجهه في الماء
يصرخ هادرا: أنا خالق الموجات
ثمّ تعانقا، هو وانعكاس خياله
كانا معا والماء
لا معنى هناك لبرده وحرّه
هو غيمة خلف البصرْ
تتعدّد الخطوات
والإيقاع يصبح ضائعا
تتنهّد الشمس الخجولة حمرة
والموج يرجع في تباطئه تجاه الأفْق
إنّ البحر أكبر منه
فهو سليل آلهة تعوّدت القرابين الوثيقة
ليس يرضيها الذي يخشى الخطرْ
يتنفّس الرجل الغريب هواء يوم غير محسوب
يعود إلى الوقوف على ضفاف البحر
والعمر الجديد يفيق مرتعشا
صدى متردّد في جوفه: “عَبَثٌ…”
يغادر نحو درب ليس يعرفها
وها هو يرشق الحجر الأخير
لعلّني أصل الغداة إلى مكان ما، يغمغم ساهما
أو ربّما ستكون لي في البحر أيّام أخر…
نُشر هذا النص بمجلّة حروف حرّة، العدد 37، شتاء 2025
لتحميل كامل العدد: http://tiny.cc/hourouf37