الشعانبي تحت النار..
|في هذا المقال أعلم جيدا أنني أسبح ضد التيار…لن أتحدث هنا عن الإرهاب الذي حصد أرواح شهداء تونس الأبطال من جيش و أمن..سأتحدث عن ” إرهاب ” من نوع آخر..إرهاب استهدف غابات الشعانبي، إرهاب استهدف قرابة 50 موقعا أثريا هناك..
من المؤكد أن الإرهاب أصبح الهاجس الاكبر للتونسيين و لكن من المهم كذلك المحافظة على محمية طبيعية تضم 24 فصيلة من الثدييات و 16 نوعا من الزواحف و الضفدعيات إضافة إلى 100 جنس نباتي.
عمليات إحراق الغابات و التي تسارعت وتيرتها في الآونة الأخيرة ستسبب حتما في الاخلال بالتوازن البيئي بتونس و ستؤثر بصفة مباشرة أو غير مباشرة على الانتاج الفلاحي و الوضع الصحي..خصوصا أن تونس تغرق في عدة مشاكل في مجالات أخرى..مشاكل أخرى من هذا النوع ستزيد في تفاقم الوضع الاجتماعي و الاقتصادي..
أتحدث كذلك عن إتلاف 50 موقعا أثريا بمنطقة الشعانبي و تهديد مواقع اخرى بالإتلاف..هذا إذا افترضنا أن الجانب الحضاري يحظى بأدنى نسبة من الاهتمامات لدى الساسة و المواطنين..
من أهم المواقع هنشير التلة ، راس الثور، هنشير سبع ابيار، تلة الحاج عمار و هنشير الميناء..و هي تحتوي على العديد من العناصر الرومانية التي تعود إلى القرنين الثالث و الرابع ميلادي..
إضافة الى هذه الخسائر فمن الممكن ان تتأثر السياحة الجبلية و خصوصا في فصل الشتاء..
لا بد من الاشارة ختاما أن جبال القصرين لاسيما جبلا الشعانبي والسمامة تحتوي على ثروات غابية وعشبية هامة ونادرة تعرض أغلبها الى الإتلاف جراء التهام النيران لمساحات هامة قرابة 700 هكتار من أشجار الصنوبر الحلبي والعرعار والأعشاب السباسبية التي يمكن استغلالها في صناعة الأدوية على غرار نباتات الشيح والاكليل والزعتر وأم الروبية وحتى محمية الحيوانات التي تزخر بثروة حيوانية برية نادرة فقد شملها القصف مما دفع بالعديد من الحيوانات الى الهروب خارج الجبل والنزول الى الاهالي القاطنين بالقرب منه