معرض الصحافة: من 15 إلى 21 أفريل 2013
|مناسبة تاريخية فريدة: خواطر حول الأحداث العربية
عندما يكتب أدونيس، تنتفي مناهج التحليل الكلاسيكية و تتعطل لغة الكلام، لنجد أنفسنا حيال نمط جديد متجدد. أدونيس لا يكتب، أدونيس يرسم و ينحت منوالاً فكرياً و لغوياً جديداً و متجدد.
يعتبر أدونيس أن ما حدث و ما يحدث في العالم العربي تمثل مناسبة فريدة لفهم العرب ميدانياً. ما هي محددات فكرهم وكيف تتشكل علاقتهم مع الآخر؟ من هم في رؤيتهم للآخر العربي، والآخر غير العربي؟ ما معنى الآخر عندهم؟ من هم ثقافياً؟ من هم في علاقاتهم بعضهم مع بعض، وفي علاقاتهم مع غيرهم؟ ما دورُ المال في حياتـهم، مقـترناً بالـدين والـسياسة، أفـراداً وجـماعـات؟ ما مـســتوى فكرهم، وأخـلاقهم؟ أين كان ذلك المكبوتُ الضخم الهائل من النزعات والشهوات والمعتقدات والضغائن؟
ما مفهوم السلطة؟ هل هي وظيفة مؤقّتة يتداولها مختصون خاضعون لانتخاب دوري؟ أم هي كالخلافة، حكمٌ بلا حدود؟ وما الأساسُ الذي تقوم عليه «الهويّة العربية»؟ على الدين؟ على اللغة؟ على القبيلة؟ على المال والتجارة؟ على السلطة؟… وأين الفن، والشعر، والفلسفة؟ وأين العلم؟ وفي هذا كلّه ما يكون الإنسان العربي في العالم المعاصر؟ وهل تغيّر فكرُه بتغيُّر حياته وزمانه؟ وكيف؟
يرى أدونيس أنه في خضم هذه الأحداث، ظهر كتّابٌ ومفكّرون يمكن وصفهم بأنهم طيِّعون سلَفاً لمعتقداتهم، خاضعون لأفكارهم المسبقة، يطبّقونها على نحوٍ مباشر وآليّ من دون تفحُّص، ومن دون تساؤل، وهنا يكمن الخلل المنهجي.
أليس مثلُ هذا الخضوع المباشر الآليِّ شكلاً «مثقّفاً» من أشكال التبعيّة؟ ألا يحقّ لنا إذاً أن نتساءل: هل التبعيّة المثقّفة شكلٌ «حديثٌ» للحرية؟ وهو سؤالٌ تفرضه هذه الأحداثُ، التي أكّدت وتؤكّد أنّ الأكثرَ وعْياً مُنقادٌ، في فكره وعمله، إلى الأكثر مالاً، وهنا يصبح الخلل أخلاقيا.
يخلص أدونيس إلى أن الشخص الخاضع مسبقاً لما «يؤمن» به، لا يفكّر إلا بوصفه مبشِّراً. وهو إذاً لا يحرّض على التساؤل المعرفي، وإنما يحرّض على الإيمان. ولا يعلّم الحرية، وإنما يعلّم الانحياز. وتلك هزيمةٌ مزدوجة: هزيمةُ وَعْيٍ، وهزيمةُ حرية، انتكاسة منهجية و نكسة مثل.
كما يعتبر أدونيس، أنه من الناحية الإستراتيجية الصرفة، تمثل الأحداثُ العربية الراهنة أفقٌا استراتيجيٌّا لدول العالم الغربي، لإسرائيل خصوصاً، لن تغيب شمسُه قريباً.
تُثبتُ هذه الأحداث قوة السلطة التي تتمتع بها نزعةُ الثبات في الحياة العربية. تثبت مثلاً أنّ الأصولي لا ذاتَ له، فذاتُه متماهيةٌ مع «آمره».
تثبت هذه الأحداث انحسار الخطاب العروبي الوحدوي، أو القومي العربي.
وتفرض هذه الأحداث حسب أدونيس ، على كل باحث أو مفكّر حقيقي، سؤالاً لطالما عجزنا عن تقديم إجابات عليه : ماذا تعني كلمة «شعب» في خضمّ الخطابات الكثيرة الراهنة. خصوصاً أنّ كل خطابٍ يدّعي الانطلاقَ من إرادة «الشعب» ومن الانحياز له؟ نعرف أنّ لهذا السؤال الواحد أجوبة متعدّدة كثيرة، فليس هناك معنى محدَّد واحدٌ لهذه الكلمة «الأيقونة»: الشعب. وهذا يستدعي بالضرورة أن يُضافَ إلى سؤالِ النّوعِ (1)«مَن الشعب؟» سؤالُ الكمِّ (2)«ما الشعب؟».هما سؤالان يذكّران بما يقوله الفيلسوف الألماني «كانط»:«الإنسان حيوانٌ يحتاج إلى سيّدٍ، يحتاجُ هو بدوره إلى سيّدٍ…» إلخ
أدونيس لا يجيب عن السؤال بل يحوله من هوية الشعب )الهوية حسب المعنى الأصلي للكلمة و ليس بمعناه القومي- الديني( إلى ماهية الشعب إذن. و بدون أن يقدم الإجابة، ينتقل أدونيس إلى سؤال محوري يضمن رؤية نقدية للإنسان العربي: إذا كان الشخصُ الفرد هو النّواةُ الأساسية للشعب، ولا يتمتع هذا الفرد بحرية المعتقَد والتعبير، فكيف يمكن أن يكون حرّاً شعبٌ يتكوّن من أفرادٍ ليسوا أحراراً؟
بالنسبة لأدونيس «الشعب» العربي لا يزال يعيش في «ثقافة» الخلافة، دينياً وسياسياً واجتماعياً. و «الثورات» التي قام بها منذ سقوط الخلافة العثمانية، لم تكن إلا صراعاً على السلطة، وإلاّ تَقاتُلاً وتنابذاً واجتراراً وتكراراً لأحواله القديمة. أدونيس يرى الثورة ثقافية أو لا تكون؛ و يقولها عاليا و بكل صراحة : ” لا ثورةَ إلاّ بدءاً من القطيعة الكاملة مع تلك «الثقافة»، تأسيساً لثقافة أخرى .”
رابط المقال
http://alhayat.com/Details/504335
الأخوان تسارناييف المتهمان في تفجيرات بوسطن : نتاج تاريخ معذّب
تهجير قسري، تقلبات تاريخية، هجرة فعزلة : هذا هو المسار التاريخي الذي أوصل الأخوين تيمورلنك و جوهر تسارناييف إلى ارتكاب ما نسب إليهما من تفجيرات ببوسطن يوم 15 أفريل، التفجيرات التي تسببت في مقتل ثلاثة أشخاص و جرح مائة وسبعين آخرين.
تتطرق مجلة ماريان الأسبوعية الفرنسية إلى موضوع تفجيرات بوسطن من زاوية التحليل التاريخي….و هو لعمري تمشّ علمي ولكن لا يخلو من مطبات…و هذا حديث آخر.
ولد الأخوان تسارناييف بكرغستان، من أم و أب شيشانيين ….و هذه في حد ذاتها قصة أليمة ! فالشعب الشيشاني تم تهجيره قسراً من أرضه الأم نحو آسيا الوسطى و سيبريا عقاباً له على تعاونه(المشكوك في أمره) مع ألمانيا النازية. هكذا أراد ستالين أن ينكل بهذا الشعب في نهاية الحرب العالمية الثانية.
هذا هو أصل الحكاية… تراجيديا تركت بصماتها على شخصية الشعب الشيشاني رغم أن نيكيتا خروتشيف (خليفة ستالين في سدة رئاسة الإتحاد السوفياتي) تدارك الأمر و سمح لعدة شعوب، هجرت قسرياً زمن ستالين ( البالط، الأنغوش و الشيشانيين)،بالعودة إلى أوطانها. لكن عائلة تسارناييف لم تعد إلى الوطن الأم لظروف اجتماعية (انقطاع صلة الرحم ) و اقتصادية كذلك. لكن من الأكيد أن هذه التجربة المريرة ولدت إحساساً متجذراً بالظلم.
تواصلت رحلة الأخوين تسارناييف، ليحط بهما الرحال بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 2003، حيث التحقا ببني عمومتهم، بينما هاجر الأب إلى روسيا : لقد تمزقت العائلة نهائياً. غير أنه بمرور الوقت، أصبحت علاقة الأخوين بالأقارب يشوبها الكثير من البرود، و في غياب سند الأم و الأب، أصبحا في عزلة رهيبة هيأت لسقوطهما في فخ تيار “الإسلام المتشدد”.
حسب العناصر الأولى لمكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، فإن صفحات الفايسبوك الخاصة بالأخوين تسارناييف، إضافة إلى شهادة بعض الأصدقاء؛ تؤكد تمسك الأخوين باللغة الشيشانية و بتبنيهم لإسلام المدرسة الوهابية في تضارب مع الفكر الصوفي الذي كان مهيمنا في الشيشان قبل أن يتم اختراق المقاومة الشيشانية المطالبة بالاستقلال عن روسيا من قبل البترودولار السعودي.
هذا هو المسار التاريخي الذي ربما يمكن أن يفسر تفجيرات بوسطن، تفجيرات تقيم الدليل للمرة الألف على قدرة الإرهاب و نفوذه إلى نقاط ضعف أي إنسان….هذه المرة استغل الإرهاب على أكمل وجه ظاهرة أثر الفراشة : ظلم بالشيشان سافر آلاف الكيلومترات ليتحول إلى تفجيرات قاتلة ببوسطن !
رابط المقال
برويز مشرف : مستعد لمواجهة عقوبة السجن….
“لم أفعل شيئاً يعاقب عليه القانون، و لكني مستعد لمواجهة السجن إذا قررت المحكمة ذلك….” هكذا افتتح برويز مشرف ) الحاكم العسكري السابق لباكستان ( المهرجان الخطابي أمام أنصاره بإسلام أباد في إطار حملته الانتخابية وهو الذي أقدم على الترشح إلى الانتخابات البرلمانية، بعد عودته إلى باكستان منذ شهر، التي ستجري في 11 ماي؛ غير مبالٍ بالعقبات القضائية التي من شأنها أن تعرقل عودته للشأن السياسي بصفة رسمية.
“الشيء الوحيد الذي أؤمن به في السياسة هو إنقاذ باكستان؛ و أنا الآن هنا بينكم من أجل نفس الوعد الذي قطعته على نفسي…” يبدو برويز مشرف واثقاً من حصيلته السياسية خلال الفترة التي قضاها في حكم باكستان، و كأنه يعول على رصيد شعبي يدخل به غمار الانتخابات.
لكن بالتوازي، يبدو أن مشرف يواجه عدة تهم من العيار الثقيل كالتورط في جريمة قتل رئيسة الوزراء السابقة “بنازير بوتو” أو تهمة بالخيانة العظمى على خلفية إقالته بصفة تعسفية قضاة وفرضه حالة الطوارئ سنة 2007.
و رغم كل هذه العراقيل يبدو برويز مشرف ماضيا قدماً في معركته السياسية و هو يعتبر نفسه الرجل الذي وضع باكستان في طريق المسار الديمقراطي الصحيح وهو المؤهل لأن يعيدها إليه. فهل تكون العودة إلى الساحة السياسية من الباب الكبير أم هو باب الزنزانة الذي سيفتح أمام برويز مشرف ؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة …و هو مستعد في كل الأحوال لمواجهة عقوبة السجن!
رابط المقال
http://dailymailnews.com/0413/16/FrontPage/index.php?id=4