التهديدات الكورية الشمالية..حرب اعلامية ام انذار أخير لأمريكا وحلفائها؟
|منذ أيّام، و خلال ندوة صحفية رسمي, نقلتها الوكالة الرسمية الكورية الشمالية للأنباء، صرح قائد القوات المسلحة أن الولايات المتحدة الأمريكية مهددة بضربة نووية وشيكة معبرا عن الجهوزية التامة لقواته العسكرية..واعتبر في سياق متصل أن الولايات المتحدة الأمريكية استفزت دولته بشكل خطير في المدة الماضية في إشارة إلى تحليق طائرات حربية أمريكية من نوع ب 52 و ب 2 مؤخرا..
رغم عدة تجارب لإطلاق صواريخ محملة برؤوس نووية في المدة القريبة الماضية، فإن عدة محللين عسكريين يرون أن كوريا الشمالية ليست قادرة في الوقت الحاضر على القيام بضربات مباشرة نحو الأراضي الأمريكية إلا أنّها ستلجأ، في حال حصول الهجوم طبعا، إلى ضرب القواعد العسكرية الامريكية بالمنطقة و خصوصا الموجودة في اليابان و كوريا الجنوبية التي تضم قرابة 80 ألف جندي أمريكي..
و توقع بعض المتابعين للشأن الكوري أن توجه كوريا الشمالية ضربة استباقية يوم 15 أفريل في ذكرى ولادة الزعيم الشيوعي كيم ال سونغ الذي توفي سنة 1994.
كل الردود الدولية يشوبها الكثير من القلق من الوضع المتأزم بين الكوريتين الّلتين لم تنهيا حالة الحرب رسميا حتى بعد انتهاء الحرب عسكريا فهما منذ ذلك اللحظة في حالة هدنة مؤقتة قبل أن يعلن ” الزعيم الجديد ” اليافع كيم جون اون عن انتهاء الهدنة و الدخول مجددا في حالة حرب..
المتابع للشأن الكوري و مفاوضات الدولة الشيوعية مع جارتها الجنوبية والولايات المتحدة الامريكية يستنتج حتما أن العلاقات كانت في اغلبها متوترة و كانت المفاوضات تنتهي دائما دون نتيجة حقيقية، باعتبار أنّ كوريا الشمالية عب”رت في اكثر من مرة عبر مسؤوليها أنها لن تتنازل على برنامجها النووي الا بثمن حقيقي و ليس بعض الوعود الاقتصادية المتواضعة..
و يبدو أن الرئيس الشمالي الجديد عازم على السير على خطى والده حتى أنه بدا اكثر “عدوانية” تجاه عدوه الامريكي و حليفيه الكوري الجنوبي و الياباني بدرجة اقل..
تهور هذا الشاب قد يقلق امريكا كثيرا و هي التي تغرق الآن في مشاكل اقتصادية كبيرة و في مآزق سياسية على مستوى عدة مناطق..غير أن عدة محللين عسكريين امريكيين قللوا من خطورة هذه التهديدات و عبروا عن وجود فرق كبير على المستوى التقني و التنفيذي بين تجربة نووية و اطلاق صاروخ محمل برؤوس نووية معتبرين ان كوريا الشمالية غير قادرة في الوقت الحاضر على الحاق الضرر ببلدهم..
و في خطوة تصعيدية أخرى قامت كوريا الشمالية بمنع 53 ألف عامل كوري جنوبي من مزاولة عملهم في المركب الصناعي بمدينة كايسونغ و ذلك لعدّة أيّام..
فهل تفاجئ الجمهورية الشيوعية الجميع و تقوم بتوجيه ضربات عسكرية للولايات المتحدة الامريكية و حلفائها أم أنها ستواصل حربها الاعلامية دون عمل عسكري حقيقي ؟ …لننتظر..