تعــــري سيـــدتــي..فــأنت حـــــرة؟
|لم يعد النضال حكرا على الشوارع… ولم تعد الشعارات تكتب على اليافطات و الجدران فحسب… و لم تعد نصيرات المرأة يحتجن لتحبير الكتب و المقالات … فبعض شعارات الحرية اليوم تكتب بخط رديء على عجل , وتقرأ بين النهدين…
يبدو أن الشعب التونسي يرغب في استنفاد كل طرق الاحتجاج و المقاومة قبل نهاية هدا العام أو نهاية المرحلة الانتقالية التي لا يعلم أحد كم ستستمر… فبعد المشاركة في المسيرات و المظاهرات و الاعتصام و الاضراب والانتصاب العشوائي و حرق النفس أو إلقاء الجسد من مبنى عال… يتجلى اليوم ظهور النهدين على المواقع الاجتماعية كنوع جديد من ممارسة الحرية… فمن المؤكد أن زوبعة تعري الناشطة المصرية “علياء المهدي” ما كانت لتمر دون أن تزرع في رحم الحركات النسوية بذرة نضال جديد لا يتطلب سوى خلع القميص و حمالة الصدر والوقوف أمام عدسة كاميرا… و لا ريب في أن تعرية فتاة لجسدها يعد حقا من حقوق الانسان اذا ما اعتبرنا خيار العودة الى زمن ما قبل نزول آدم و حواء من الجنة تجسيدا لحرية الرأي و التعبير …
فالثياب قد تكون لدى البعض رمزا من رموز تطور الوعي البشري من مرحلة البدائية الى الانسانية , بينما لا تعدو أن تكون انتهاكا للوضع الطبيعي البدائي لدى البعض الاخر … على أن ما يعنيني في أجساد “أمينة و أخواتها” هو رغبتها في الظهور بمظهر المناضل المقموع و الثائر المفجوع في ثورته النسوية … إنّها أجساد تحمل كل الرغبة التونسية في الظهور و تسجيل الحضور… قد تغيب أمينة و يحضر جسدها … أو قد يغيب جسدها فتغيب معه… هنا تختزل كل الحكاية… حكاية نساء لا يمثلن سوى الجسد فيكن عبئا ثقيلا على جميع النساء اللواتي و ان يغب منهن الجسد يحضر الفكر و يتكلم العقل فـ”تخرّ له الجبابر ساجدينا”……
روعة أموى واصلي .