الإعلام سلطة رابعة ؟
|يوصف الإعلام عامة بكونه سلطة رابعة نظرا لأهمية عمله كوسيلة تقرب المحكوم بالحاكم و طرحه لقضايا الرأي العام بصورة تسهل وصول الفكرة لأصحاب القرارات. ولكي يحقق الإعلام اهدافه كسلطة رابعة لا بد من شفافية وحرية وحياد وموضوعية تساعد على تبلور دور الإعلام بأحسن وجه و وصول المعلومة للمتلقي بطريقة مجردة من كل عيب يحول الحقيقة إلى كذب و الكذب إلى حقيقة. ووسائل الإعلام قد تكون عموميّة أو خاصة . وفي ظل غياب أي حماية فعلية للإعلام وغياب ضمانات في صورة المضايقة وإتباع أسلوب القوة تجاهه تكون وسائل الإعلام خاضعة لضغوطات ممن له صفة الحاكم القادر على توظيف الإعلام بشكل يخدم مصلحة حكومته، أو ممن له صفة المالك الخاص الذي لا نعرف اهدافه الحقيقية من وراء تكوين وسيلة إعلام وإن كان ظاهريا يتغنى بشعارات كخدمة الوطن وتقريب المعلومة إلى المتلقي… إلخ. فإذا كان الإعلام وسيلة ناجعة لتحقيق أهداف غير إيصال المعلومة الموضوعية للمتلقي فما المانع من ذلك خاصة وأن هذه الوسيلة تحت سيطرة أشخاص لها منفعة مادية من تحريف الوقائع ليصبح بذلك الإعلام خاصة الخاص منه شركات تجارية تحقق ارباحها من الإشهار، بيع حقوق البث …وتحريف الحقائق. من ذلك مثلاً ما صرحت به المذيعة السورية المستقيلة من قناة الجزيرة لونا الشبل ” أنَّ “الجزيرة تذيع الخبر الذي يناسبها عن سوريا، وهذا نهج اتُبِع مع أغلب الدول الَّتي جرى فيها احتجاجات وانقسامات كالسودان وتونس ومصر وليبيا واليمن”، مضيفةً: “هناك مؤامرة واضحة على سوريا والعالم العربي، من خلال الإشاعات والأخبار المدسوسة والملفقة، أو الأخبار المعلنة وفق أهواء البعض، أو المخطَّط المرسوم للوسيلة الإعلاميَّة” وأشارت الشبل إلى أنَّ العديد من الصحف ووكالات الأنباء تتعامل مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركيَّة (CIA) وبعض موظفي تلك الصحف والوكالات هم جواسيس يتخذون الصحافة غطاءً، كما يتخذون صفة المحللين السياسيين نقابًا يخفون من خلاله وجههم الحقيقي .وقالت الشبل إنَّ قناة “الجزيرة” الَّتي دخلتها منذ سنوات هي غير قناة “الجزيرة” الموجودة حاليًا، مشيرةً إلى أنَّ ميثاق الشَّرف الموجود في القناة لا يعمل به حاليًا .
فالإعلام ليكون سلطة رابعة يأتم معنى الكلمة لا يحتاج إلى إمكانيات مادية ضخمة و ديكور جميل بقدر ما يحتاج إلى ضمائر حية لها مبادئ تحترم الفكر المخالف ولا تجري وراء المال القذر، وهذا ما تفتقده دولنا العربية خاصة (هذا لا ينفي وجود هذه الظاهرة في الدول المتقدمة ) التي مازال المواطن فيها يبيع صوته الإنتخابي مقابل لمجة أو يشكر باعث القناة ويعتبره هبة من الله لأسباب أجهلها شخصيا إلى حد الآن .