يتآمرون

يتآمرون علينا لإسقاط عروشنا الورقية..هكذا هتف عدد من حكامنا العرب..الذين يصورون أنفسهم على أنهم زعماء هذه الأمة و مخلصوها من كل العاهات..في حين أن نسبة كبيرة من نكبة الشعوب العربية تعود لأنظمة بالية تعتبر الوطن ملكا خاصا..تعبث به مثل ما تريد..
صرخ الرئيس اليمني السابق في بداية الثورة الشعبية متهما الولايات المتحدة و الكيان الصهيوني بتدبير مؤامرة و هو الذي يسمح للقوات الجوية الأمريكية على امتداد سنوات بقصف المدن اليمنية..
انتهاجهم لنفس أسلوب الخطاب و تأكيدهم الدائم لنظرية المؤامرة على كراسيهم..هو أمر بات يثير السخرية ويدل على عجز تام على إدارة ” المعركة ” و إجهاض الانتفاضة مبكرا..
نحن لا ننكر وجود أطماع للدول الكبرى تستهدف الدول العربية الغنية بثرواتها..و لكن الغرب لم يكن ليتدخل إلا في ظل وجود حكام فاسدين يعبدون له الطريق ويفرشون له السجاد الأحمر..ليضع قدما هناك..
نعم توجد مؤامرة و لكنها على شعوب المنطقة لجرهم إلى حروب طائفية تشتت كيانهم و تعود بهم إلى القرون الوسطى..لا يريدون لهذه الشعوب أن تثور بحق على أنظمة كليانية منهجها الاستبداد وسبيلها القمع..بالتالي فإن هذه الأنظمة التي تتباكي يوميا و تسوّق في نظرية المؤامرة على شاشات فضائيتها التعيسة..هي مشتركة فعليا مع الدول الكبرى في دفع الشعوب إلى مزيد من التجهيل و التفقير و التداخل الداخلي..و نسيان همومهم ومشاكلهم الحقيقية التي تمس حقا واقعهم المعيشي..
و تصبحون على مؤامرة جديدة..و يبقى إسم المخرج هو المجهول

Please follow and like us:

اترك رد

Verified by MonsterInsights